الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«شوارع القدس العتيقة».. الوثيقة الغنائية لفيروز والرحابنة عن صرخات المدينة المقدسة

القدس
القدس

في ظل أنات القدس المستمرة، وإستيطان الصهاينة لها منذ بدايات القرن الماضي، تظل مصدرًا للإلهام ومركزًا للإبداع في معين الشعراء والمطربين والموسيقيين على مر العصور، لاستمرار نزيف جُرحها لإستغاثاتها التائهة في عالم المجهول دون مجيب سريع.


(فيروز والرحبانية)

في العام 1964 زارت جارة القمر، المطربة فيروز هي وزوجها عاصي الرحباني وصهرها منصور الرحباني مدينة القدس للمرة الثانية، للمشاركة في احتفالية تراتيل، بمناسبة زيارة البابا بولس السادس للمدينة المقدسة التي كانت وقتئذٍ، تحت الحكم الأردني.


(القدس في العام 1964)

أثناء تجوال أيقونة الفن اللبناني لشوارع القدس، تجمع حولهم سكان القدس منتهزين فرصة، تزيين جارة القمر وصانيعها لشوارع أرض السلام، وأخذوا يترنمون بشجن عتيق عما يعانوا منه في الأرض المقدسة، منذ نكبة العام 1948.


(المذيعة الكبيرة سلوى حجازي)

تقدمت إحدى السيدات من فيروز، وأخذت تؤكد على أحزان الجميع وأثرت بحديثها على جارة القمر وبكت بشدة، وإذ بالسيدة الحزينة تعبر عن حبها لفيروز بإعطائها "مزهرية" كانت مربط الفرس، وخيط الإلهام للتحفة الفنية الخالدة.


روت فيروز للرحبانية، هذا الموقف بتفاصيله الثرية، ليجد منصور الرحباني نفسه يمسك بقلمه، ناقشًا على الورق تلك الكلمات الخالدة في الأذهان والوجدان حتى الآن :

 ..مريت بالشوارع شوارع القدس العتيقة
قدام الدكاكين البقيت من فلسطين
حكينا سوى الخبرية وعطيوني مزهرية
قالوا لي هيدي هدية م الناس الناطرين
ومشيت بالشوارع شوارع القدس العتيقة
اوقف عباب بواب صارت وصرنا صحاب
وعينيهن الحزينة م طاقة المدينة
تاخدني وتوديني بغربة العذاب
كان في أرض وكان ف ايدين عم بتعمر ..
تحت الشمس وتحت الريح
وصار ف بيوت وصار ف شبابيك عم بتزهر..
صار ف ولاد وبايديهم ف كتاب
وبليل كله ليل سال الحقد بفية البيوت..
والايدين السودا خلعت البواب وصارت البيوت بلا صحاب
بينن وبين بيوتن فاصل الشوك والنار والايدين السودا
عم صرخ بالشوارع شوارع القدس العتيقة
خلي الغنيي تصير عواصف وهدير
يا صوتي ضلك طاير زوبع بها الضماير
خبرهن ع اللي صاير بلكي بيوعي الضمير.

قام عاصي الرحباني بتلحين كلمات شقيقه، لترتله فيروز وقت تسجيلها للأغنية بستوديوالتليفزيون اللبناني في العام 1965.


(البابا بولس السادس)

في العام 1966 زارت فيروز مصر ومعها الرحبانية، وتم إستضافتهم ببرنامج "أهلاً وسهلاً" للمذيعة الكبيرة سلوى حجازي، وشدت فيروز على أرض الكنانة أغنية "القدس العتيقة" وذلك قبيل حرب الأيام الست بعامٍ واحد.