ماذا يريد الاحتلال الإسرائيلي من قرية الشيخ جراح؟
رحبت السلطة الفلسطينية، بالبيان الصادر عن الأمم المتحدة، الجمعة، والذي اعتبرت فيه قرار إسرائيل إخلاء المواطنين الفلسطينيين، أصحاب البيوت الأصليين في حي الشيخ جراح من منازلهم لصالح إحلال المستوطنين مكانهم، انتهاكا للقانون الدولي، وأن القدس الشرقية ما تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة على أن جميع الإجراءات الإسرائيلية التشريعية والإدارية ملغاة وباطلة وفقا للقانون الدولي، ومعبرة عن إدانتها لاعتداء الاحتلال على المحتجين في حي الشيخ جراح بالضرب والاعتقال.
رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، رحب كذلك بالبيان الصادر عن وزراء خارجية خمس دول أوروبية هي: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا، والذي طالبوا فيه إسرائيل بالتوقف عن سياسة التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، ودعوها للتراجع عن قرار بناء (540) وحدة استيطانية في مستوطنة (هار حوماه) المقامة على أراضي جبل أبوغنيم جنوب شرق القدس المحتلة، وكذلك التوسع الاستيطاني في مستوطنة (جفعات هماتوس) بالقدس الشرقية، وعمليات التهجير القسرية لسكان حي الشيخ جراح، معتبرين أن تلك السياسة من شأنها تقويض الجهود المبذولة لحل الدولتين، وفق وكالة "معا" الفلسطينية.
وطالب اشتية الأمم المتحدة، والدول الأوروبية، للقيام بما هو أكثر من مجرد إصدار البيانات على أهميتها إلى إجراءات عملية تفضي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، ولجم سياسة التوسع الاستيطاني، التي تستفيد من ضعف المواقف الدولية الرادعة لها.
وشهد يوم الجمعة، أعمال عنف ممنهجة ضد الفلسطينيين؛ إذ أطلقت الشرطة الإسرائيلية رصاصا مطاطيا وقنابل صوت على شبان فلسطينيين يرشقونها بالحجارة عند المسجد الأقصى اليوم الجمعة وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة في القدس الشرقية يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.
وقال مسعفون فلسطينيون والشرطة الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 205 فلسطينيين و17 ضابطا أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت ليلا عند المسجد الأقصى خلال مواجهة بين آلاف الفلسطينيين وبضع مئات من الشرطة الإسرائيلية.
وازداد التوتر بالقدس خلال شهر رمضان حيث وقعت اشتباكات خلال الليل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية الذي يواجه فيه العديد من الأسر احتمال الطرد من ديارهم.
ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة اليوم الجمعة إلى الهدوء وضبط النفس بينما نددت دول أخرى ومنها الأردن ومصر بإجراءات الطرد المحتملة.
وأدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى اليوم. وظل العديد منهم في الموقع للمشاركة في احتجاج على خطط الطرد المحتملة.
وركزت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ تيسير أبو سنينة على التوتر التي تشهده المدينة التي تقع في قلب الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وقال أبو سنينة في إشارة إلى العائلات المهددة بالطرد بموجب دعوى قضائية مستمرة منذ فترة “سوف يبقى أهلنا صامدين صابرين في بيوتهم في أرضنا المباركة”.
وبعد الإفطار، اندلعت اشتباكات عند المسجد الأقصى ووقعت مناوشات محدودة قرب حي الشيخ جراح القريب من باب العامود بالبلدة القديمة ذات الأسوار.
واستخدمت الشرطة مدافع مياه مثبتة على مركبات مدرعة لتفريق محتجين تجمعوا قرب منازل الأسر المهددة بالطرد. وردد بعضهم قائلين “بالروح والدم نفديك يا أقصى”.
وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين وذلك في نفس اليوم الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن 108 من المصابين الفلسطينيين في احتجاجات المسجد الأقصى نقلوا إلى المستشفيات، مشيرا إلى أن كثيرا منهم أصيبوا بجروح نتيجة الرصاص المطاطي.
وأضاف أن أحد المصابين فقد عينه، وأن هناك إصابتين بحالة خطيرة في الرأس، وإصابتين بكسر في الفك، ومعظم باقي الإصابات طفيفة.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن الفلسطينيين رشقوا الشرطة بالحجارة والألعاب النارية وأشياء أخرى، مضيفة أن نحو نصف المصابين السبعة عشر من الشرطة احتاجوا إلى العلاج بالمستشفى.
وقالت “سنرد بيد من حديد على أي اضطرابات عنيفة أو شغب أو إيذاء بحق ضباطنا، وسنعمل لضبط المسؤولين وتقديمهم للعدالة”.
وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس “حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة وما يترتب على ذلك من تداعيات”، ودعا إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية.
وازداد العنف في الضفة الغربية المحتلة أيضا حيث قالت الشرطة إن مسلحين فلسطينيين قتلا وأصيب ثالث بجروح بالغة اليوم الجمعة بعدما فتحوا النار عند قاعدة إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي عقب الحادث إنه سيرسل قوات قتالية إضافية إلى الضفة الغربية.