الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

حريق المسجد الأقصى 1969.. عندما اشتهت إسرائيل "دماء العرب"

أحداث المسجد الأقصى
أحداث المسجد الأقصى

في ظل الاقتحام الصهيوني الغاشم لأولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الأقصى في شهر رمضان المعظم، تتأكد لنا النوايا الدنيئة من أنياب الذئب الإسرائيلي بسعيه الخبيث والبغيض لتهويد فلسطين العربية، طبقًا لإرادة أسفارهم المحرفة، وزعمائهم الدمويين.


(حريق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969)

تشهد الآن أغلى البقاع في قلوب المسلمين، أحداثًا دموية تصرخ لها جنبات المكمن الذي شهد مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وقت بثه لهمه وحزنه لله عز وجل، أثناء تعرضه لمضايقات قريش، أثناء تبليغه للرسالة السامية والدعوة النورانية للإسلام الحنيف.


(مشهد من حريق الأقصى في 1969)

الآن يئن المسجد الأقصى لهجر المسلمين له، في ظل الضربات المتتالية للعرب من قِبل بني صهيون وأعوانهم حتى لا تقوم لهم قومة أخرى، لإستعادة الأصالة المطموسة لفلسطين الحبيبة وإنقاذ مسرى النبي صلى الله عليه وسلم من دنس الصهاينة وزبانيتهم.

ما يحدث الآن، مرة من المرات الملتهبة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وسط المحاولات المستميتة لتهويد الأقصى بزعم استعادة الهيكل المطموس الذي بناه سليمان عليه السلام.


(الشاب الأسترالي مايكل دينيس روهن)

في العام 1969 تولت المرأة الوحيدة التي حكمت إسرائيل، "جولدا مائير" رئاسة الوزراء عقب الوفاة المفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "ليفي إشكول"، لتكتب صفحات نارية جديدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في عهد المرأة الرجل الكارهة لكل ما هو عربي وفلسطيني.


(رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير)

في 8 جماد آخر من العام 1389 ه، 21 أغسطس من العام 1969 م، كان هناك شابًا أستراليًا يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا قَدُم لإسرائيل باسم السياحة، يدعى "مايكل دينس روهن" قام بإشعال النار في الجامع القبلي للمسجد الأقصى مقتحمه من باب الغوانمة، والتهم الحريق أجزاءً منه، ولم يأت على جميعه.


(رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو)

شب الحريق في واجهات المسجد الأقصى، وسقفه وزخارفه النادرة وأتت النيران على كل محتوياته من المصاحف والأثاث، كما التهمت النيران منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من حلب عندما استعاد بيت المقدس في العام 1187 م.


(حريق الأقصى في 1969)

قطع جيش الاحتلال الماء عن المسجد، وقام الفلسطينيون بإخماد الحريق بمجهوداتهم الذاتية عبر ملابسهم ومياه الآبار الموجودة بساحات المسجد الأقصى، لتباطؤ وصول سيارات المطافئ من رام الله والمدن البعيدة قبل أن تصل سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس.


(الشيخ جاد الحق علي جاد الحق)

ألقت قوات الاحتلال القبض على منفذ العملية وسرعان ما أفرجت عنه بداعي أنه مجنون ومعتوه، وهو ما ألهب مشاعر المسلمين الذين عقدوا أول مؤتمر قمة إسلامي بالرباط، طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين.

عقب حريق المسجد الأقصى قالت "جولدا مائير" : "لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يجتاح العرب إسرائيل أفواجًا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده!!".

عقب حريق الأقصى، بكى الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، حزنًا على ما أصاب مسرى النبي ليفقد عينه اليسرى كمدًا وحرقةً على حال العرب والمسلمين.

قام "دينيس روهن" بهذه الفعلة تحت دعاوى، إستعادة هيكل سليمان المطموس بباطن المسجد الأقصى، والآن يحيي شباب صهيون الجدد ما زعمه "روهن" من أكثر من نصف قرن في عهد "بنيامين نتانياهو"، لتهويد البقاع الغالية وسط صمت عربي متكامل، يؤكد على كلمات مائير الساخرة عن الحال الآن.