الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الشيخ طه الفشني.. صاحب «البطانة» الأشهر في تاريخ التواشيح

الرئيس نيوز

يعتبر الشيخ طه الفشني، من أساطين المداحين ومقرئي القرآن الكريم، وذلك بتتلمذه على يد الشيخ علي محمود في بطانته والتي أكسبته رصانة الأداء، وقوة الصوت، وعذوبة التعبير في عالم التلاوة والإنشاد.

ولد الشيخ طه حسن مرسي الفشني، بمدينة الفشن بمحافظة بني سويف في العام 1900 في أسرة متدينة، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم كاملاً، والتحق بمدرسة المعلمين بالمنيا، وحصل فيها على دبلوم المعلمين، ورحل للقاهرة للالتحاق بمدرسة دار العلوم العليا.

حالت الأحداث السياسية دون ذلك وقت ثورة 1919، ليتوجه للأزهر الشريف، ولتختار له الأقدار ما نقش في صحفها بالالتحاق ببطانة الشيخ علي محمود، واشتهر بأداء التواشيح الدينية التي أقترن بها اسمه على مدار تاريخه الكبير.

كان الفشني مغرمًا بأداء الأغاني، حيث أنتجت له شركة أسطوانات يونانية عند مجيئه للقاهرة، أسطوانتين أغاني ولكن سرعام ما عاد لعشقه الأول تلاوة القرآن والإنشاد.

ظل الفشني يقرأ القرآن الكريم بقصري عابدين ورأس التين في عهد الملك فاروق الأول، مع الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة تسع سنوات، وذلك لمكانته المميزة في عالم التلاوة والإنشاد، ولخبراته الكبيرة في عالم المقامات والأنغام.

بدأ إرسال التليفزيون العربي (التليفزيون المصري الآن) يوم 23 يوليه من العام 1960، وكان الشيخ طه الفشني أول من قرأ بالتليفزيون المصري القرآن الكريم، وكان أول المنشدين به في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

كان العام 1937 مفصليًّا في مسيرة طه الفشني، فقد أتاح له الشيخ علي محمود أن يقعد مكانه، ويقرأ القرآن في محفل كبير بحي الحسين، وكان من بين الحضور سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة وقتئذٍ، وأدى الشيخ طه تلاوته أداءً باهرًا، فلما انتهى من القراءة أقبل عليه سعيد باشا مثنيًا ومشيدًا، وطلب منه ضرورة الالتحاق بالإذاعة ليشنّف صوته آذان المستمعين في كل مكان، وليكون ثالث قارئ تتعاقد معه الإذاعة بعد الشيخين الكبيرين، محمد رفعت وعبد الفتاح الشعشاعي، ومن يومها عرفت الجماهير العريضة هذا الصوت النادر، واشتهر الشيخ طه باعتباره أحد القلائل الذين جمعوا بين تلاوة القرآن والإنشاد الديني، مع تفوق عظيم في الفنّين.

توفي الشيخ طه الفشني يوم 10 ديسمبر من العام 1971، وكان قد شارك في يوم 1 أكتوبر من العام 1970 بالتلاوة بعزاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان دائمًا مشاركًا ببطانته في إبتهالات رمضان من كل عام، وذلك لتزعمه هذا الفن حتى وفاته.

ترك الفشني إرثًا ضخمًا في عالم التلاوة، من أشهر تسجيلاته: "سورة الذاريات"، "سورة ق"، "سورة البقرة"، "سورة إبراهيم"، "سورة الرحمن".

و من أشهر أناشيده وإبتهالاته الدينية: "يا أيها المختار"، "إلى نوره سبحانه"، "ما شممت الورد"، "راحم متكرم"، "رب هب لي مثابًا"، علاوة على صيغة آذانه المميزة والتي أبرزت إمكانياته الصوتية العريضة.