شيخ الأزهر: يجوز للمسلم إخراج زكاة الفطر لمسيحي أو يهودي

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنّ هناك كثير من وجوه البر والتعاون بين المسلمين وأهل الكتاب خاصة المسيحيين منهم، مثل جواز أن يتصدق المسلم على المسيحي الفقير، وجواز إخراج زكاة الفطر إلى مسيحي أو يهودي، وجواز أن يوصي المسلم في ماله بعد وفاته لمسيحي.

وأضاف «الطيب»، خلال برنامجه «مع الطيب»، المذاع على شاشة قناة «dmc»، أنّ بعض من يرفض تهنئة غير المسلمين لأن هناك حديثا نبويا صحيحا ورد في النهي عن ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم «لا تبدأ اليهود والنصارى بالسلام»، لافتا إلى أنّ هذا الحديث بهذه الرواية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، ورغم ثبوتها في صحيح مسلم، إلا أنّ سهام نقد كثيرة سلطت عليها.

وتابع: «سهيل الراوي مع عدالته وحفظه ذكر العلماء أنّه أصابته علّة فنسي حديثه وتغير حفظه حتى قال عنه ابن معين: (لم يزل أصحاب الحديث يتقون حديثه) أي يرفضون حديثه، ولهذا أخرج مسلم حديثه في الشواهد في آخر الباب ونبه الاختلاف في لفظه إذ تفرد به ولم يتابع على روايته هذه واضطرب فيها اضطرابا شديدا فتارة يقول لا تبدأ أهل الكتاب وتارة يقول المشركين، وتارة أخرى اليهود».

وواصل: «الظاهر أنّ سهيل اختصر الحديث أو نسيه أو اجتهد في حمل الحديث على عمومه بينما رواه جمع من الحفاظ في سياق خروج النبي لحصار يهود بني قريضة بعدما خانوا العهد  في معركة الخندق فأمر الرسول بألا يبدأ اليهود بالسلام لأنهم أهل حرب، وفي رد السلام إعطاء للأمان لهم وعادة العرب في الجاهلية كانوا إذا سلموا لا يحاربون».

واستكمل: «خلاصة القول أنّ كل الرواة خالفوا سهيلا في ألفاظه، فالحديث ورد عن قصة معينة تكشف عن حكم معين يتعلق بحالة الحرب وليس على إطلاقه أو عمومه، فهل من العلم أو المنطق في شيء أن يحكمنا حديثا نقده علماء الحديث أنفسهم؟، هل من المعقول أن يتحكم في تصرفات بالغة القسوة والخطورة على سمعة المسلمين؟».