الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد تدخل المبعوث الأمريكي.. هل يتحول مسار أزمة سد النهضة؟

الرئيس نيوز

تكشف الولايات المتحدة الأمريكية عن استراتيجية تقوم على دفع الأطراف المتنازعة بشأن ملف سد النهضة، للوصول إلى مقاربة تؤكد على حق إثيوبيا في بناء منشآتها المائية، مع أهمية حصول دولتي المصب السودان ومصر على البيانات والمعلومات التي تمكنهما من وضع توقعات مستقبلية صحيحة، تجنب أي اضرار محتملة من السد.

وفي محاولة لكسر جمود مفاوضات سد النهضة المستمرة منذ عام 2011، زار المنطقة، منتصف الأسبوع، وفد من الكونجرس الأميركى بقيادة السناتور كريستوفر كونز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ورفقة السناتور كريس كريس فان هولن.

كما عينت الإدارة الأمريكية مؤخرا جيفري فيلتمان مبعوثاً جديداً للولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي، التي تعاني من أزمات شائكة، أبرزها الخلافات الحادة حول سد النهضة بين إثيوبيا والسودان ومصر.

مهمة صعبة

وتتصدر أزمة سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية بكلفة 5 مليارات دولار، وبطاقة تخزينية تقدر بنحو 74 مليار متر مكعب، أجندة المبعوث الأميركي الجديد في المنطقة، حيث تتزامن مهمته مع وصول أطراف النزاع الثلاثة إلى طريق مسدود بعد فشل الاجتماعات التي استضافتها كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الإفريقي حاليا، خلال الفترة من الرابع وحتى السادس من أبريل.

وستكون أمام فيلتمان مهمة حث الدول الثلاث على تجديد الالتزام السياسي والتوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب، وفقا لاتفاق المبادئ الموقع عليه بين الدول الثلاث في 23 ماس 2015.

وتأتي الخطوة الأمريكية الحالية في وقت تمضي فيه إثيوبيا نحو تنفيذ خططها، إذ قامت بفتح البوابات العلوية للسد عند مستوى منسوب 540، وذلك بهدف تخفيض المياه، استعدادا لعمليات صب الخرسانة وتعلية السد إلى مستوى قد يصل إلى 595 مترا، تمهيداً للبدء في الملء الثاني لبحيرة السد.

وفي ظل انسداد الأفق الحالي تبرز تساؤلات بشأن فرص نجاح الدبلوماسية الأمريكية هذه المرة، بعد إخفاق جهودها العام الماضي، بعدما كادت تسفر عن اتفاق ثلاثي انسحبت منه إثيوبيا في اللحظة الأخيرة.

الظروف الداخلية

ووفقا لوزير الري السوداني الأسبق، عثمان التوم، فإن الرؤية الأمريكية تتماشى مع ما ظل السودان يطالب به منذ أمد بعيد، وهو الوصول إلى آلية تنسيق محكمة تتيح تبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بملء بحيرة السد والتشغيل.

لكن التوم يشير إلى نقطة محورية تتمثل في الظروف الداخلية الحالية في البلدان الثلاثة، التي تجعل من الصعب توقع الوصول إلى اتفاق نهائي قبل عملية الملء الثاني لبحيرة السد خلال الشهرين المقبلين، التي تبدو كأنها اصبحت امرا واقعا.

وتابع التوم في تصريحات صحفية، إن الحكومة الإثيوبية مقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية يشكل سد النهضة أهم عناصرها.

ويتوقع التوم أن تشكل المعادلة الأمريكية المطروحة حاليا مؤشرا مهما لما قد تمضي إليه الوساطات الدولية خلال الفترة المقبلة، وذلك نظرا للتأثير الكبير الذي تحظى به السياسة الأميركية في المنطقة، وفي ظل حاجة الدول الثلاث لعلاقات أفضل مع المجتمع الدولي.