الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إسرائيل تقصف في سوريا وتقلق من الحوار السعودي الإيراني

الرئيس نيوز

في عدوان إسرائيلي جديد على سوريا، استهدفت مقاتلات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، محافظة القنيطرة بجنوب سوريا، من دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية سورية.
من جانبها، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، بأن "عدواناً إسرائيلياً" نفذ بطائرة هليكوبتر فوق منطقة في محافظة القنيطرة، في جنوب سوريا، ولم يسفر الهجوم عن وقوع أضرار، ووفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث من جهته عن "ضربات إسرائيلية تستهدف اللواء 90 ونقاطاً عسكرية لقوات النظام في محيط بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، قرب الجولان المحتلّ".
وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني، ونادراً ما تتعرّض منطقة اللاذقية لضربات إسرائيلية، حسث القاعدة العسكرية الروسية.
ومنذ سبتمبر 2018، تم تفعيل الدفاعات الجوية السورية لمواجهة الصواريخ الإسرائيلية في هذه المحافظة، وأسقطت الدفاعات الجوية السورية بالخطأ طائرة روسية ما أدى إلى مقتل الجنود الذين كانوا على متنها.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، إلا أنها تكرر أنها ستواصل التصدي لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري قرب حدودها. 

الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، قال لـ"الرئيس نيوز": "للأسف سوريا باتت بوابة خلفية للصراع الإيراني السوري، وأغلب الظن ان العدوان الإسرائيلي كان يستهدف أماكن أسلحة إيرانية او مستشارين إيرانيين في سوريا". 
لفت رجب إلى أن تلب أبيب في حالة من القلق بعدما تمكنت الصواريخ الروسية الإيرانية الوصول إلى قرب المفعل ديمونة، وهي تريد أن تمنع تكرار تلك العملية مجددًا. 
ترقب إسرائيلي
في سياق آخر، تناول "مركز أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب العبرية، في تقديره الاستراتيجي مسألة التقارب السعوديّ الإيرانيّ، مؤكِّدًا على أنّه يُشكِّل خرقًا في الجبهة المُضادّة لإيران التي تسعى إسرائيل لعرضها..
ذكر المركز أنّ اللقاءات في الأسابيع الأخيرة بين إيران والسعودية برعاية العراق، هي بمثابة تطوّرٍ جديدٍ منذ قطع العلاقات بين الدولتين في 2016، ويأتي ذلك في سياق تغيير الإدارة في الولايات المتحدة.
المركز نوه في سياق تحليله إلى أنّ إدارة الرئيس جو بايدن بدأت بالحوار مع طهران للعودة للاتفاق النوويّ، وفي الوقت عينه اتخذّت سياسة النقد الشديد ضدّ السعودية، وشجع التغيير في نهج البيت الأبيض الرياض على إجراء تعديلات في سياستها الخارجية، تضمنّت مصالحة قطر، وعرض وقف النار مع الحوثيين والآن الحوار مع طهران.
أكد المركز أنّ تقاربًا إيرانيًا سعوديًا حقيقيًا، سيُشكِّل خرقًا هامًّا في الجبهة المُناهِضة لإيران التي سعت إسرائيل لعرضها، والأهم أنه سيزيل عاملاً مركزيًا من جبهة المعارضة للعودة الأمريكية للاتفاق النووي.

كما شدّدّت الدراسة على أنّ السعودية قلقة من الزخم الإيرانيّ والقوى المُوالية لها في اليمن، وكذلك من إنجازاتها في سوريا، العراق ولبنان، في حين أنّ إيران تُواصِل النظر للسعودية كخصمٍ وكجهةٍ مركزيّةٍ في تشجيع السياسة الأمريكيّة ضدّها، كما أنّ طهران ترى في تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل، تطورًا سلبيًا من ناحيتها.
أوضحت الدراسة، أنّه ورغم مشتريات السلاح المكثفة على مدى السنين، إلّا أنّ السعودية عديمة القدرة الدفاعية الكافية، ناهيك عن القدرة الهجومية، في حين تحوّلت الحرب في اليمن لمسألة خلاف حاد مع واشنطن، منوهة إلى أن تصريحات ولي العهد السعودي تشهد أنّه طرأ تغيير هام في السياسة السعودية، بالنسبة لإيران”.
وفي المرحلة الأولية لهذه الاتصالات، نبّه المركز أنّه من الصعب تقدير فرص نجاحها، ومثلما في الماضي، الاتصالات كفيلة بألّا تنضج، وحتى لو تحسنّت العلاقات بين البلدين، فهذا لن يكون جوهريًا، فالرواسب السلبية في الطرفين عميقة وأسباب العداء الأساسية لم تختفِ، حتى لو تغيّرت الظروف في المنطقة وشجعت الطرفين على إعادة النظر وتخفيف التوتر، وإنْ كان جزئيًا بينهما.