"فتاة من إسرائيل".. لماذا لم يعرض الفيلم بعنوانه الأصلي "ظل الشهيد"؟
في 27 مارس من العام 1999، عُرض بدور العرض
المصرية فيلم "فتاة من إسرائيل" للكُتاب فاروق عبد الخالق، رفيق
الصبان، ومحمد المنسي قنديل، وإخراج المخرج إيهاب راضي.
(البؤستر الأصلي للفيلم بعنوانه الأول)
أراد صُناع الفيلم تذكير الشباب بطبيعة
الصراع العربي الإسرائيلي، رغم وجود اتفاقيات سلام بمضامين متنوعة، وهو ما إستشفوه
قرب قدوم القرن الجديد، لإتخاذ الصراع شكلاً جديدًا بتفاصيله المعقدة، ليؤازروا السعي
الفلسطيني الدءوب لإقامة دولة عصرية مستقلة بماهية عربية صميمة.
(بوستر الفيلم بعنوانه النهائي)
كان الفيلم في بدايته يحمل اسم "ظل
الشهيد"، وهو العقدة الرئيسية لحبكته بتسيد روح الشهيد لمجريات الأمور، وحضورها
في سياق الأحداث لأبطال الفيلم كي لا ينخدعوا من نعومة التفاصيل الجديدة في القضية
المصيرية.
(محمود يس في لقطة من فيلم فتاة من إسرائيل)
أبرز لنا صناع الفيلم، صيغة مختلفة أضيفت
للصراع، من خلال القوة الناعمة الأكثر خطورةً وبترًا من القوة الخشنة، لوردية
الأوهام المعسولة بكل مغرياتها، من خلال أسرة مصرية تقضي رحلتها في طابا بعد
تحريرها في العام 1989، وأثناء الاستمتاع على شاطئ الأرض العزيزة تأتي أصوات
إستغاثة لإنقاذ فتاة من الغرق، هي طرف الخيط لمفاجآت الأقدار.
(داليا حسين في لقطة من فيلم فتاة من إسرائيل)
أنقذ طارق الفتاة ليزا من الغرق، لتبدأ قصة حب
بينهما عبر أبيها يوسف القريب من والد طارق، عبد الغني أستاذ التاريخ، ووالد
الشهيد الذي روى بدمائه الأرض التي تنسموا فيها عبير الحرية الغالية.
(خالد نبوي وداليا حسين في لقطة من فيلم فتاة من إسرائيل)
تتناغم العلاقات الإنسانية، بسموم باسمة
متخفيةً وراء البسمات والضحكات، إلى أن تنكشف الأمور بأن ليزا وأسرتها من إسرائيل،
يسعون لضم طارق إليهم عبر الهجرة معها لأرض الميعاد المزعومة ليهاجر من خلالها إلى
أرض الأحلام (الولايات المتحدة الأمريكية).
(فاروق الفيشاوي في لقطة من فيلم فتاة من إسرائيل)
في أوقات التأهب لتنفيذ المخطط المميت، يحدث
الصراع بين الأب المصري والأب الإسرائيلي، عبر سلاح الحجة والبيان وتقوم الأم بدور
فعال بتذكير إبنها الصغير، أن نجاحه كمهندس جاء لاستثنائه في المجموع بفضل أخيه
الشهيد.
(رغدة في لقطة من فيلم فتاة من إسرائيل)
تتوالى الأحداث وطارق ينجرف وراء عبير ليزا السام،
مستقلاً معها الباخرة تجاه الأراضي المقدسة، والأب الإسرائيلي يوسف يتشفى في الأب
المصري عبد الغني، لتتوالى اللكمات وكأنها أصداء دانات مدافع وأزيز طائرات المعارك
السابقة.
تتبادل الضربات لتتوقف بظهور طارق، عائدًا
للشط عائمًا لتذكره لطيف أخيه في الأراضي التي احتضنته، ليظل الأمل قائمًا بأن
الأرض المسلوبة ستعود يومًا ما إن آجلاً أو عاجلاً.
عُرض الفيلم في موسم عيد الأضحى المبارك، وظل
بإسمه الأصلي إلى أن جاءت اللحظات الأخيرة بتغييره من "ظل الشهيد" إلى
"فتاة من إسرائيل" طبقًا للمعايير التجارية الجاذبة للجمهور.
شارك بفيلم "فتاة من إسرائيل" كل من: محمود يس، فاروق الفيشاوي، رغدة، خالد النبوي، داليا حسين، حنان ترك، بهاء
ثروت، مصطفى شعبان.
وضع الموسيقار ميشيل المصري، الموسيقى التصويرية بأسلوب أوركسترالي دافئ وعميق أبرز لنا طبيعة الصراع الدامي بين العرب وإسرائيل.