شيخ الأزهر: تحريم تهنئة وتعزية المسيحيين جمود وخروج عن مقاصد الشريعة
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن «تهنئة غير المسلمين في أعيادهم وأفراحهم ومواساتهم وعزائهم في مصائبهم من أخلاق البر التي أمر الإسلام بها»، مشيرًا إلى أن «دعوة المتشددين الذين يذهبون إلى حرمة تهنئتهم وتعزيتهم جمود وانغلاق وخروج عن مقاصد الشريعة».
وأكد الطيب، خلال تقديمه لبرنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «DMC»، اليوم الأربعاء، أنه «ليس في تهنئة أو تعزية المسيحيين أو اليهود من غير الصهاينة أو المسالمين للدين، مخالفة لشريعة الإسلام»، مستشهدًا بقوله تعالى: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».
وأضاف أن الآية القرآنية قاطعة في الرد على الذين يحرمون مصافحة المسيحيين، موضحًا أنها مع ما بعدها تقسمان غير المسلمين إلى من لا يحاربون المسلمين ولا يخرجونهم من ديارهم ولا يضيقون عليهم للهجرة من أوطانهم.
وأوضح شيخ الأزهر أن الفئة الأولى من غير المسلمين لا حرج على المسلم أن يبرهم ويقسط إليه، متابعًا: «بل مطلوب منه البر والقسط، والبر المذكور حسن المعاملة والإكرام والإقساط أي العدل بأوسع معانيه بما ينطبق على التوازن في كل مواقف الإنسان مع غيره».
وأشار إلى أن «من يحاربون المسلمين تحرم معاملتهم بالبر والإحسان»، مضيفًا أن الآية الأولى أوحت للفقهاء والعلماء كثيرا من أوجه البر والتعاون بين المسلمين وأهل الكتاب وخاصة المسحيين منهم.
ولفت إلى أوجه البر والتعاون ومنها جواز أن يتصدق المسلم على المسيحي الفقير، وجواز إخراج زكاة المسلم إلى مسيحي أو يهودي، وأن يوصي المسلم في ماله بعد وفاته لمسيحي، وجواز الوقف عليه من باب البر المطلوب من المسلم تجاه الذمي.