«باب الغفران».. سر إطلالة ليلى مراد الاستثنائية في رمضان
تعتبر المطربة الكبيرة ليلى مراد، من الأسماء
اللامعة في عالم الغناء العربي نظرًا لما تركته من إرث غنائي إستعراضي في السينما
المصرية، إلى جانب تراثها الغنائي في مختلف المناسبات والذي عبر عن دفء وروعة
وهدوء صوتها الشجي والمبهج.
(الشاعر محمد مراد فؤاد)
في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، قام
الشاعر محمد مراد فؤاد بكتابة أغنية رمضانية، لها طابع إستثنائي يختلف عن غالبية
أغاني رمضان، لعمقها الفلسفي في شرح ماهية الشهر الفضيل وإرتباطه بأركان الإسلام
الخمسة.
(الموسيقار الكبير سيد مكاوي)
لم تجد الإذاعة أفضل من "قيثارة الغناء
العربي" ليلى مراد، لتشدو بكلمات الشاعر الكبير في الشهر الفضيل، لدفء صوتها
وخشوع نبراتها وقت تقدمها في العمر، وهي خلفية مناسبة للتعبير الدقيق عن شهر رمضان
المعظم، بألحان الملحن الكبير سيد مكاوي، صاحب الأنغام الرشيقة والمتضرعة في نفس
الوقت.
تقول كلمات الأغنية :
باب الغفران بخمسة أركان بالنور
مليان نور إسلامك
وعليه ملكين واقفين الاتنين
يستنوا صلاتك وصيامك
وتلاقي الحور داير مايدور
يستنوا أوامرك وكلامك
ياللا ياغفلان باب الرحمن
مفتوح على أخره قدامك
ركن التوحيد لله تمجيد يارب
فريد في ملكوتك
والصلاة والصوم فرض ومحتوم إياك
إياك وقت يفوتك
والحج كمان رحمة وغفران لو تقدر حيزيد إكرامك
ياللا ياغفلان باب الرحمن مفتوح على أخره قدامك
قلبك يرتاح لو كل صباح بتقوم الفجر وبتصليه
راح تبقى سعيد والرزق يزيد والمولى بفضله يبارك فيه
العبد إن تاب يلقى التواب من عند الباب بيرحب بيه
واقرا القران بركة وغفران هو اللي ينور أيامك
ياللا ياغفلان باب الرحمن مفتوح على أخره قدامك
(الموسيقار رياض السنباطي)
إعتنقت المطربة الكبيرة الإسلام، في العام 1946 وقت
زواجها من الفنان الكبير أنور وجدي، واكتشف الموسيقار رياض السنباطي في صوتها،
مناطق دافئة خاشعة، تستطيع أن تؤدي الأغاني الدينية والروحية والتي أكد عليها في
فيلم "ليلى بنت الأكابر" في العام 1953 من خلال أغنية "يا رايحين
للنبي الغالي" عن موسم الحج، من كلمات أبو السعود الإبياري.
(الشاعر أبو السعود الإبياري)
استثمر سيد مكاوي، نجاح ليلى مراد مع السنباطي، رغم
كبر سنها وتغير نبرات صوتها واستطاع بذكاءه اللحني أن يوظف كبر صوتها بإستخراج
مناطق الخشوع في كلمات إستثنائية، نظرت للشهر الكريم بفلسفة عميقة تركز على التقرب
من الله عز وجل، بأركانه الخمسة عبر سفينة الصيام.
