وسط تعنت إثيوبي.. هل تنجح دعوة موسيفيني فى حل أزمة سد النهضة؟
فى ظل استمرار فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، ورغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، ظهرت بوادر عودة جديدة للتفاوض بين الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، من خلال رغبة أفريقية من الرئيس الأوغندي يورى موسيفيني، الذى وعد بالتدخل لدى إثيوبيا وتقريب وجهات النظر قبل مرحلة الملء الثاني.
وتعهد موسيفيني خلال لقائه وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، بالاتصال برئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، لتقريب وجهات النظر في أزمة مفاوضات سد النهضة للوصول لحل يرضي جميع الأطراف، مؤكداً دعم بلاده للحوار لوصول لحل يرضي الأطراف، إذ أن المدخل الصحيح لمعالجة نقاط الخلاف هو الاتفاق على الرؤية الاستراتيجية لإدارة مياه النيل.
من جانبه، قال وزير الري السوداني ياسر عباس، إن أزمة سد النهضة تحتاج إلى إرادة سياسية للوصول إلى حل حول الخلافات القائمة، مؤكداً حرص بلاده على التفاوض مع كل الأطراف للوصول لحلول يتفق عليها الجميع بعيدا عن سياسة التفاوض من أجل التفاوض فقط.
سد النهضة يهدد نصف سكان السودان
وشدد وزير الري السوداني، على أن الدعوة للعودة لمفاوضات سد النهضة بنفس المنهج السابق شراء للزمن، موضحا أن السودان مصر على التفاوض باعتبارها وسيلة وحيدة لإنهاء هذه الإشكالية والتفاوض لنتائج ولا غير ذلك، موضحاً أن سد النهضة يشكل تهديدا لنصف سكان السودان، مشيرا إلى أن الملف بحاجة إلى إرادة سياسية للوصول إلى اتفاق.
وأشار إلى أن إثيوبيا تريد قواعد استرشادية وليس اتفاقا، قائلا: المجتمع الدولي والإثيوبيون يعرفون تأثير هذا السد، كما أكد أن أي غياب للمعلومات يعوق تشغيل سد الروصيرص، موضحا أن إثيوبيا عندما نفذت الملء الأول انخفض منسوب المياه.
من جهته، أكد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والرى، خلال كلمته في افتتاح الجلسة الافتراضية لملتقى «حوار المناخ»، تحت عنوان «سُبل تأقلم قطاع المياه مع التغيرات المناخية»، أن الإجراءات الأحادية التى يقوم بها الجانب الإثيوبي فيما يخص سد النهضة تزيد من حجم التحديات التى تواجهها مصر فى مجال المياه.
أمريكا لم تلقى بثقلها لحل الأزمة
من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن هناك عدة محاولات جارية لعودة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى، حيث أعلن رئيس الاتحاد بأنه سوف يزور مصر والسودان واثيوبيا لتحريكها والاتفاق قبل التخزين الثانى، كما يساعد على ذلك زيارة مبعوث أمريكا للقرن الأفريقى للمنطقة للبحث فى حل بعض المشكلات التى تهم أمريكا بالدرجة الأولى وهى أمن منطقة القرن الأفريقى، ومعادلة الوجود الدولى والروسى فى المنطقة، ومشكلات الحدود، والوجود الاريترى فى تيجراى ووضعهم المأسوى الحالى، ومعهم مشكلة سد النهضة.
وأكد شراقى، أن أمريكا لم تضع الثقل المطلوب لسد النهضة، وغير المتوقع أن تنفرد برعاية مفاوضات جديدة بل ربما مساعدة الاتحاد الافريقى، مشيراً إلى أن زيارة رئيس الكونغو المتوقعة والدعم الأمريكى والدولى قد يدفع الأطراف الثلاثة خاصة إثيوبيا لإظهار مرونة فى نهاية الوقت الأصلى قبل يوليو المقبل للوصول الى اتفاق يرضى الأطراف الثلاثة، وأن الأمر ليس مستحيلاً خاصة أن مصر والسودان شبه متقبلبن لعملية التخزين من حيث المبدأ ولكن الاختلاف فى طريقة التخزين التى يجب أن تكون مبنية على تتفاق.
وأكد الدكتور هاني رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"الرئيس نيوز"، أنه طبقا لهذه الوتيرة فإن إثيوبيا لا تترك خيارا لدولتى المصب إلا المواجهة وانزلاق المنطقة بكاملها إلى عدم الاستقرار.
وأشار إلى أن الشروع فى تجفيف الممر الأوسط يعنى إصرار إثيوبيا على المضى فى الملء الأحادى رغم كل الأضرار التى ستلحق بدولتى المصب ورغم عدم استفادة إثيوبيا من التوليد الكهربائى وذلك للمسارعة بفرض أمر واقع على السودان ومصر.