حوار| هند صبري: دراما رمضان 2021 الأقوى منذ سنوات.. و"هجمة مرتدة" عمل تنويري متكامل
دراما 2021 ليست تنافسية وهي الأفضل خلال السنوات الأخيرة وتتميز بالتنوع
لا يوجد عمل فني مضمون النجاح والجمهور هو الفيصل في تقييم المسلسلات
عودة الثائيات والبطولة الجماعية أظهرت أعمال جيدة والنجاح ليس حكرا على أحد
أحمد عز صديقي والمخرج أحمد علاء لديه بصمات سينمائية تؤهله لإخراج "هجمة مرتدة"
باهر دويدار أدخل تعديلات على السيناريو أثناء فترات التوقف ورسمنا معا تاريخ وماضي "دينا أبوزيد"
ألقيت نظرة سريعة على جميع أعمال زملائي خلال الموسم وأتابع باستمرار منى زكي والفخراني ونيللي كريم
"البحث عن علا" ليس جزء ثان من "عايزة أتجوز" وسيعرض على "نتيفلكس" فقط
بعد غياب 4 سنوات متواصلة عن الدراما، عادت النجمة هند صبري مجددا من خلال مسلسل "هجمة مرتدة" من ملفات المخابرات العامة المصرية، وتقدم هند شخصية "دينا أبوزيد"، وهي مزيج من الشخصيات الحقيقية، وتجمع صفات ومواقف لعدة نماذج مختلفة من أصحاب المواقف الوطنية، سواء كانوا فتيات أو رجالا أو شبابا. وتحدثت في حوارها مع "الرئيس نيوز" حول عودتها وأسباب اختيارها "هجمة مرتدة"، واستعدادتها للعمل، ومعايير ومؤشرات النجاح من وجهة نظرها، وتفاصيل أخرى كثيرة. وإلى نص الحوار ..
بداية.. هل طول مدة تصوير "هجمة مرتدة" أثر على الأداء التمثيلي وإيقاع الأحداث؟
لم تؤثر طول مدة التصوير على الأداء التمثيلي، ولكننا بذلنا مجهودا أكبر للاحتفاظ بالشخصيات وتقمصها بشكلها وكافة تفاصيلها، كما أتاحت فترات التوقف فرصة أخرى للمؤلف باهر دويدار والمخرج أحمد علاء وتم استغلالها في إدخال بعض التعديلات المفيدة على السيناريو والأحداث، وأرى أن طول مدة التصوير برغم كونها مرهقة بدنيا، إلا أنها ساهمت بشكل كبير في خروج العمل مكتمل الأركان، والحمدلله على ردود الفعل التي تلقيناها حتى الأن، والتي تؤكد أن "هجمة مرتدة" مسلسل مبذول به مجهود على كافة المستويات بداية من التجهيزات وحتى آخر مشهد.
بعد غياب 4 سنوات.. هل عودتك بـ"هجمة مرتدة" مجازفة أم نجاح مضمون؟
حقيقة لا يوجد نجاح مضمون في مجالنا، والاختيار الصحيح أحد عوامل النجاح، ولكن هناك عوامل كثيرة أخرى يجب توافرها لنجاح أي عمل، وغيابي 4 سنوات عن الدراما يرجع لعدم تلقيّ عروض لأي عمل مكتمل العناصر، تتوفر له سيناريو وإخراج وفكرة جيدين، ودائما أختار الأعمال التي تحمل فكرة جيدة ومضمونا حقيقيا.
في مسلسل "هجمة مرتدة"، توفرت كافة العناصر ولذلك قررت أن تكون العودة للدراما من خلاله، ليس لأنه مضمون النجاح ولكن لأن به كافة العناصر المطلوبة لعمل ناجح، والحمدلله كجزء من فريق العمل وأحد عناصره شعرت بالنجاح، ولمست أن المسلسل حقق المرجو منه على المستويين التنويري والترفيهي، لأنه قدم وقائع حقيقية من واقع ملفات المخابرات، ومزجها بأحداث جاذبة من خلال سيناريو جيد، لم يستهدف المباشرة بل ساهم في إعمال العقول وإعادة التفكير بشكل أعمق، وأؤكد لك أن نجاح "هجمة مرتدة" أو غيره من الأعمال لم يكن مضمونا قبل العرض، خاصة أن الجمهور والسوشيال ميديا أصبحوا جميعا نقاد، ولا يمكن الاستهانة بآرائهم.
وما هي معايير النجاح التي تتبعينها لتقييم أعمالك؟
أول معيار هو الجمهور وردود فعلهم، ثم النقاد والكتاب المتخصصين، وأخيرا السوشيال ميديا، خاصة أن السوشيال ميديا أصبحت كما قلت من قبل (راصد ومدقق ومراقب) على كافة الأعمال الفنية، ويمكنك تقييم عمل من خلال آراء السوشيال ميديا، خاصة أنهم لا يفوتون خطأ ولا يقبلون الاستسهال في الأعمال المعروضة، والحمدلله لم أصادف أي انتقادات منطقية أو غير منطقية على أحداث "هجمة مرتدة".
هل تهتمين بالمنافسة الدرامية وترتيب مسلسلك وسط السباق الدرامي؟
حقيقة لا يوجد منافسة فالساحة كبيرة وتتسع للجميع، والنجاح ليس حكرا على عمل بعينه أو عدة أعمال، وما أراه أن هذا العام تحديدا لا يشهد منافسة درامية، بل يشهد تكاملا وتنوعا دراميا في نوعية المسلسلات المقدمة للجمهور، وهذا يتيح للجميع فرص النجاح، وأعتقد أن عام 2021 هو الأقوى دراميا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في تركيبة الأعمال والبطولات الثنائية والبطولات الجماعية التي تعطي فرص أكبر للمسلسلات في النجاح واكتمال العناصر، وليس الاعتماد على البطل الأوحد، فدراما رمضان هذا العام متنوعة وتقدم أشكالا مختلفة وجاذبة ترضي كافة الأذواق.
وماذا عن التعاون الثاني مع أحمد عز بعد 20 سنة من تعاونكما الأول؟
لم أعمل مع أحمد عز منذ 20 عاما، لكننا أصدقاء جدا وتجمعنا بداية واحدة، وأعتقد أن الدويتو بيني وبينه يشكل جاذبية للجمهور، فنحن بدأنا سويا في "مذكرات مراهقة"، وأحمد ممثل نجم وموهوب ويعرف جيدا ما يريد، وبحكم عملي معه في أولى تجاربه الجماهيرية أؤكد أنه تطور كثيرا وأصبح أكثر خبرة، وسعدت بالتعاون معه وسيتكرر التعاون إن شاء الله.
كيف كان العمل مع المخرج أحمد علاء في أولى تجاربه الدرامية؟
أحمد علاء مخرج شاطر جدا، وحقق نجاحات سينمائية كبيرة تؤهله ل تحمل مسؤلية المسلسل، ومن أبرز تجاربه في السينما "بدل فاقد" و"الحفلة"، وهي أعمال حققت نجاحا كبيرا وطفرة في الأفكار، وحقيقة في مسلسل "هجمة مرتدة" شعرنا معه أنه يقدم 30 فيلما في 30 حلقة، وكان دائم النقاش معنا حول الأحداث والشخصيات وشكلها الداخلي والخارجي، وفخورة جدا بالتعاون معه فهو مخرج مريح.
كيف اخترتي "لوك" شخصية "دينا أبوزيد" الخارجي؟ ومتى شعرتي بتقمص الشخصية داخليا؟
اخترت اللوك بعد مناقشات طويلة مع المخرج والمؤلف حول تاريخ الشخصية وحياتها، وماكير وستايليست العمل ساعدونا في الأمر بعد رسم تاريخ للشخصية، وعندما سألت السيناريست باهر دويدار عن الشخصية قال لي إنها نموذج مجمع بين عدة شخصيات حقيقية ليست نسائية فقط، ولكنها مستوحاة من عدة نماذج لشباب وبنات ورجال من لحم ودم، وتم دمجهم جيعا في شخصية "دينا أبوزيد"، ولمست الشخصية فعلا بعد أول جلسة مع المخرج والمؤلف وخلق تاريخ لها، حينها أمسكت بالشخصية تماما وبدأت تقمصها، وكنت أذاكر السيناريو بمفردي في المنزل قبل بدء التصوير.
ما التأثير الذي يعود من خلال تقديم أعمال درامية من واقع ملفات المخابرات؟
هناك تأثير كبير جدا، فالعمل يكشف وقائع حقيقية ومخططات ضد وطن كامل، ويرصدها ويقدمها للمشاهدين في إطار فني غير مباشر، ولكنه يحمل لهم عدة رسائل يمكنهم من خلالها أن يقيموا ما جرى خلال هذه السنوات، والعمل لا يعطي أحكاما ولكنه يقدم حقائق من واقع ملفات المخابرات، وعلى المشاهد أن يحكم بنفسه سواء على العمل فنيا أو على أحداثه نفسها وربطها بالواقع.
ما الأعمال التي تتابعينها في السباق الدرامي الرمضاني الحالي؟
حقيقة ألقيت نظرة عامة على كافة أعمال زملائي، وأتابع بشكل دائم: الاختيار 2، لعبة نيوتن، ضد الكسر، والدكتور يحيي الفخراني في "نجيب زاهي زركش"، وجميعها أعمال تحترم عقل المشاهد وسعيدة جدا بها، وباقي الأعمال أيضا جيدة وتحاول تقديم شيء جديد.
ما تفاصيل تقديمك لجزء جديد من مسلسل "عايزة أتجوز"؟
أولا هو ليس جزء جديدا، ولكن أقدم شخصية "علا عبدالصبور" بعد مرور 10 سنوات من حياتها، كيف تغيرت وكيف أصبحت، والعمل يحمل اسم "البحث عن علا" أقدم خلاله نفس الشخصية ولكن بأحداث جديدة وتغيرات سنين، والعمل اجتماعي وحقق نجاحا كبيرا في توقيت عرضه، ونحاول من خلال الحلقات الجديدة أن نقدم قضايا اجتماعية طرأت على المجتمع خلال السنوات الأخيرة.
ومتى يعرض العمل؟
مازلنا قيد التصوير وسيعرض العمل على منصة "نتفلكس" حصريا ولن يعرض على أي قنوات تليفزيونية.
أخيرا.. البعض يقول إن المنصات الإلكترونية ستقضي على التليفزيون .. ما رأيك؟
لا يوجد وسيلة جديدة تلغي قديمة، ولكنها ستفتح سوقا جديدا وتساهد في زيادة الإنتاج الدرامي والبرامجي وأيضا السينمائي، وستساهم أيضا في تقديم نماذج درامية مختلفة وأنواع جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل الدراما القصيرة والحكايات ومسلسلات الـ5 حلقات أو أكثر، وبشكل شخصي أرى أنها مكسب جديد لسوق الدراما والإنتاج وستساهم في إثراء وفتح المجال لمبدعين جدد.