الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

محلل تركي: اعتراف بايدن بإبادة الأرمن صفعة على وجه أردوغان

الرئيس نيوز

كانت إشارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى "الإبادة الجماعية التركية ضد الأرمن في عام 1915" بمثابة صفعة لأردوغان لأسباب استراتيجية واضحة، وفقًا لـ"ديميتار بيشيف"، المحلل بمركز كارنيجي في موسكو.

وقال بيتشيف: "من حيث الجوهر، تذيق الولايات المتحدة تركيا من نفس دوائها المر"، فيما نقلت صحيفة أحوال التركية عن المحلل التركي قوله: "في عهد أردوغان، تدهورت العلاقة بين الحليفين في الناتو إلى شراكة معاملات سطحية ومتوترة في أحيان كثيرة. واختارت تركيا الجلوس على كرسيين، فحكومة أردوغان تقوم بأعمال جيوسياسية مع روسيا وتتواصل مع الولايات المتحدة لكل ملف على حدة عندما تتلاقى المصالح ".

واليوم، تتبع إدارة بايدن الجديدة نهجًا مختلفًا تمامًا مع تركيا، في محاولة لتمييز نفسها عن سابقتها، وإثبات أن زمن دونالد ترامب في السلطة قد فات وولى، وللم يعد لدى تركيا رفاهية النجاة مجددًا من عقوبات كبيرة بسبب شرائها صواريخ 400S- روسية الصنع.

في عام 2017، توسط أردوغان في صفقة قيل إن قيمتها 2.5 مليار دولار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنظومة صواريخ S-400، وهم نظام صاروخي أرض-جو متحرك يشكل خطراً على حلف شمال الأطلسي.

على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، قبلت تركيا أول بطاريات صواريخ من أصل أربع في يوليو 2019. وبعد أسبوع، قطعت الولايات المتحدة تركيا من برنامج إنتاج الطائرة المقاتلة F-35، والتي يسميها الجيش الأمريكي أحدث التقنيات التي تم إنتاجها حتى الآن، كما يشارك جميع حلفاء الناتو الآخرين في البرنامج.

وأشار بيتشيف إلى أن هذه العقوبات كانت خفيفة نسبيًا، لكن بايدن يتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا، بينما قال المحلل التركي: "يعمل فريق بايدن الآن على تبديل المقاعد وتطبيق نسخته الخاصة من المعاملات. أمريكا ستتواصل مع تركيا إذا دعت الحاجة. نظرًا لأن السياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي لا تعطي الأولوية لمنطقة الشرق الأوسط أو البحر الأسود، فإن خدمات أردوغان ليست مطلوبة. وستدع الأوروبيين يتعاملون مع تركيا، مع اتفاق اللاجئين لعام 2016 على وشك التجديد والمشاكل التي تختمر في شرق البحر الأبيض المتوسط، فيبدو أن واشنطن منشغلة للغاية في العديد من الشؤون الأخرى".

ورقة روسيا

وفي مواجهة هذا التحول، حاولت أنقرة "لعب ورقة روسيا"، على حد قول بيشيف.وتؤكد حكومتها أن تركيا هي العضو الوحيد في الناتو الذي أثبت استعداده وقدرته على كبح جماح توسع الكرملين في سوريا وليبيا.

في سوريا، لعبت الطائرات بدون طيار التركية دورًا رئيسيًا العام الماضي في سلسلة من الهجمات المدمرة على القوات المدرعة السورية المدعومة من روسيا والتي فاجأت بعض المراقبين العسكريين وساعدت في وقف هجوم الحكومة السورية على مناطق المعارضة.

وفي ليبيا، برزت روسيا وتركيا على أنهما اللاعبان الأكثر تأثيرًا على طرفي نقيض. تدخلت تركيا بإرسال قوات ومرتزقة وطائرات بدون طيار.
وتدخلت تركيا ضد موسكو في نزاع ناجورنو كاراباخ الذي وضع أرمينيا في مواجهة أذربيجان - الأخيرة، وهي منطقة كانت تخضع إلى حد كبير للنفوذ الروسي. وأصر بيشيف على أن واشنطن "مستعدة لمنع تركيا من أي تلاعب".

الولايات المتحدة تتمسك بأسلحتها وتطالب تركيا بالتخلي عن الصواريخ الروسية. كما قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين في جلسة الاستماع التي عقدها في مجلس الشيوخ، "فكرة أن شريكًا استراتيجيًا - ما يسمى بشريكنا الاستراتيجي - سيكون في الواقع متوافقًا مع أحد أكبر منافسينا الاستراتيجيين في روسيا أمر غير مقبول".

كما تروج واشنطن لمزيد من العقوبات ضد تركيا بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، بالإضافة إلى تلك التي فُرضت في نهاية فترة ترامب بسبب أنظمة الصواريخ الروسية.

وقال بيشيف إنه مع عدم وجود إعادة ضبط مع الولايات المتحدة في الأفق، ليس أمام أردوغان خيار سوى البقاء على مقربة من روسيا.
وتظل تركيا الطرف الأضعف في" التنافس التعاوني " بين البلدين خلال العقد الماضي. سيستمر أردوغان في تحقيق توازن في السياسة الخارجية متعددة الزوايا بين الغرب وروسيا والصين بشكل متزايد.