الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على وقع تحسن اللهجة بين طهران والرياض.. بايدين يتأهب للعودة للاتفاق النووي

الرئيس نيوز

في تطور جديد يُنبئ عن تفاصيل المفاوضات التي تجريها واشنطن مع إيران بشأن برنامجها النووي، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الإدارة الأمريكية حسمت أمرها بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأن حكومة إسرائيل باتت تستعد لذلك، فيما نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية قوله إن طهران تتوقع رفع العقوبات الأمريكية عن قطاعي النفط والبنوك وغيرهما من القطاعات وعن معظم الأفراد والمؤسسات وذلك بناء على ما تم الاتفاق عليه في محادثات فيينا حتى الآن.
الصحيفة العبرية، أكدت أن هناك تقديرات لدى المؤسسات العسكرية والسياسية في إسرائيل، بأن واشنطن حسمت أمرها بالعودة للاتفاق النووي مع إيران، حيث تستعد إسرائيل لذلك بقوة، ورأت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حسمت إعلان عودتها للاتفاق النووي بأسرع ما يمكن، وبأن إسرائيل بدأت في الاستعداد لبلورة قائمة طلبات أمنية أو تعويضات من الجانب الأمريكي بعد التوقيع على الاتفاق.
أفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن النقاشات الثنائية بين الجانبين، الأمريكي والإسرائيلي، تناولت تحسين قدرات إضافية لسلاح الجو الإسرائيلي، فيما تم التوافق أيضا على الاستعداد لمعالجة مشتركة لتهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، والتي تشكل خطرا على الدولتين، خاصة إسرائيل.

نتائج متضاربة 
ومنذ أمس السبت، وقدمت روسيا والقوى الأوروبية روايات متضاربة اليوم السبت بشأن نتائج أحدث جولة في المحادثات الهادفة إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وذلك بعد إرجاء المحادثات لمدة ستة أيام.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله “العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني الذي يشمل النفط والغاز، أو تلك (العقوبات المفروضة) على صناعة السيارات والقطاع المالي والمصارف والموانئ، ينبغي رفعها كلها بناء على ما تم الاتفاق عليه حتى الآن”.
لم يوضح عراقجي أي آليات سترفع بها العقوبات ولم يوضح أيضا كيفية التزام إيران بمطالب واشنطن والعودة إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، وقال عراقجي “سنتفاوض إلى أن تتقارب مواقف الطرفين أكثر ويتم تلبية مطالبنا إذا تمت تلبية المطالب فسيجري إعلان اتفاق وإن لم تُلب بالطبع لن يكون هناك اتفاق”.

الموقف الأمريكي 
وردا على طلب للتعقيب، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى بيانات سابقة منها تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الذي قال إن المحادثات تقف “في مكان غير واضح”.
قال سوليفان “لمسنا رغبة من كل الأطراف، ومنهم الإيرانيون، في الحديث بجدية عن تخفيف العقوبات …وعن العودة إلى الاتفاق النووي…لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت (الرغبة) ستسفر في نهاية المطاف عن اتفاق في فيينا”.
أشارت الخارجية الأمريكية أيضا إلى تصريح المتحدث باسمها نيد برايس يوم الخميس حين قال إن أطراف المحادثات لا تزال بعيدة عن أي انفراجة وإن أمامها طريقا طويلا على الأرجح.
ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العودة إلى الاتفاق بعدما انسحبت منه بلاده عام 2018 تحت إدارة سلفه دونالد ترامب وقررت إعادة فرض عقوبات على إيران. وردت طهران في العام التالي بخرق العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية.
وبدأت المحادثات الشهر الماضي في فيينا حيث يلتقي باقي أطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في فندق بينما يقيم الوفد الأمريكي في فندق آخر. ورفضت إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "أمامنا الكثير من العمل ولم يتبق سوى القليل من الوقت…كنا نأمل في المزيد من التقدم هذا الأسبوع"، وقال مسؤولون إنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق قبل 21 مايو وهو موعد انتهاء أجل اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استمرار مراقبة بعض الأنشطة النووية الإيرانية.
وقال الدبلوماسيون "لم نصل بعد إلى تفاهم على معظم النقاط الحاسمة"، مضيفين أن النجاح لا يزال ممكنا لكنه غير مضمون.

مفاوضات مع السعودية
وعن اللقاءات التي جمعت وفود إيرانية وسعودية في العراق برعاية مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، يقول الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد خيري: "لم تسفر عن اتفاق جامع مانع خاصة أن ما يهم السعودية تقويض الوجود الإيراني في الإقليم ولكن الأمر مسألة عقائدية ومدرجة في الدستور الإيراني، وما حققته إيران على الأرض لا يمكن بسهولة التخلي عنه خاصة أن هذه النقطة مهمة بتعرفل مفاوضات فيينا بين إيران والدول الكبرى".
تابع خيري: "الأمير محمد بن سلمان كان يعي جيدا ما يقول حين قال إن بلاده تتطلع الي علاقات متوازنة مع إيران لكن هناك عدة أزمات أولها استمرار الحرب في اليمن، كما تشترط السعودية عودة الحوثيين عن مناطق السيطرة وإعادة عمل الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، والحوثيين المدعومين من إيران يرفضون". 
يضيف الباحث في الشؤون الإيرانية: "إيران لا يمكن أن تستغني عن دورها في الإقليم وطبيعة الدعم المقدم لجماعات مثل الحوثي وحزب الله في العراق ولبنان والحشد الشعبي، لذلك لا يعني ورود معلومات عن مفاوضات بين أي طرفين أن الأزمة انتهت. إيران لا تزال في مفاوضات فيينا وفي نفس الوقت سبق أن رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم وزودت أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نطنز".