الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد تقاسم الأدوار مع الوهابية.. هل تنجح محاولات محمد بن سلمان في التجديد الديني؟

الرئيس نيوز

حالة من الجدل تسود الأوساط السعودية على وقع تصريحات ولي العهد، محمد بن سلمان، بشأن موقف الدولة من الإرث الوهابي، المعمول به حاليًا في المملكة، ليستكمل بذلك الأمير الشاب، سلسة من التصريحات التي تدخل في نطاق محاولات التجديد الديني.
تحدث ولي العهد محمد بن سلمان، مع فضائية "العربية"، ليقول:  "لا يجب أن أطرح عقوبة شرعية بدون نص قرآني واضح أو نص من السنة. والحكومة ملزمة بالحديث المتواتر في الأمور الشرعية وتنظر في حديث الآحاد ولا تنظر للخبر إلا في حالات خاصة. لا نتبع مدرسة أو عالما معينا، والشيخ محمد بن عبد الوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نؤلهه ونطبق نصوصه دون اجتهاد لرفض الأمر".
ومنذ تحالف الأمير محمد بن  سعود المؤسس الأول للمملكة، مع الداعية محمد بن عبد الوهاب، وتم تقاسم السلطة إلى (سلطة مدنية يتولاها آل سعود)، و(سلطة روحية يتولاها آل عبد الوهاب – آل شيخ-)، وبعد وفاة الأمير والشيخ، تعهد أبنائهما بالاستمرار على ذلك النحو. وتصم تقارير صحفية أجنبية، السعودية بأنها المسؤولة عن الفكر المتطرف في العالم بسبب الأفكار العنيفة التي يتبناها مذهب الوهابية.

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، يقول لـ"الرئيس نيوز": "أعتقد أن الأمير محمد بن سلمان يقوم بما يمكن أن نسميه تجديد الفكر الديني، خاصة وأن هناك ميراث من الأفكار التراثية التي اعتمدت عليه المنطقة العربية، وتعتبر أحد أساب النكبة التي تعيشها منطقتنا".
يتابع منير: "ظني أن الأمير صادق في طرحه، وان هذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها إلى مثل هذه الأمور،  وهناك  جملة من القرارات التي تم اتخاذها في ذلك السياق خلال الفترات السابقة، فالأمير يرى أنه لا يمكن تجاوز الواقع بما فيه من سلبيات إلا عبر تقديم رؤية نقدية للماضي، يتم من خلالها التخلص من ركام الماضي، وبالطبع ليس كل الماضي، وإنما  الماضي، الذي  أصبح عبأ على الفكر الديني، وتتخذه الجماعات المتطرفة ذريعة للقتل والإرهاب".
يشير الباحث  في  شؤون الجماعات الإرهابية، إلى أنه على المنطقة العربية أن تستفيد من تلك الرؤية، وأن تستفيد من جرأة الأمير في العرض والطرح والتنفيذ، لافتًا إلى أن  الأمير أطلق الدعوة  منذ أن تولى منصب ولاية العهد السعودية. وتابع:"ظني أن الأمور ستنتهي بالقبول المجتنمعي لتلك الأفكار التجديدية، وهذا لا يمنع وجود أفكار رافضة لها، لكن هذا لن يعرقل تلك الإجراءات  في كل الأحوال.