الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى بدر.. تعرف على كلمة السر في بقاء الإسلام

غزوة بدر
غزوة بدر

عقب هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، وتحولها إلى المدينة المنورة لوطأة أقدامه الكريمة لثراها، واجه المسلمون العديد من التحديات التي حيكت ضدهم من قِبل قريش لإيقاف المد الإسلامي في الأراضي المباركة، وهو ما واجهوه بسلاح العزيمة وقوة الإيمان والأخذ بالأسباب والتخطيط العلمي والمنهجي لدحض المحاولات القرشية ضد دين الله العظيم.

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، وأرسى قواعد دولته القائمة على الحق والإيمان مع إبرامه لمعاهدات مع القبائل المحيطة بالمدينة، ليأمن مكرهم وشرهم، إلا أن ذلك لم يضمن الاستقرار التام للمسلمين، سواء داخل المدينة أو خارجها حيث كان يعيش اليهود وبعض المشركين يعيشون بينهم، علاوة على علاقة قريش القوية ببعض القبائل المجاورة، كما أن القتال كان لا يزال ممنوعًا على المسلمين، وذلك لمنهجهم الآمر بالإعراض عن المشركين.

نزل عليهم قوله تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"، ككلمة مفتاحية تسمح للمسلمين الدفاع عن أنفسهم، كي لا يستسلموا لإستفزازات أعدائهم مع تقنين عظيم وتشريع حكيم من الله عز وجل في كتابه العزيز، بإرساء الجوهر الحقيقي لمفهوم الدولة الإسلامية في مختلف المواقف والظروف.

أرادت قريش أن ترد على نصر الهجرة بمصادرة ممتلكات المسلمين، ورأى الرسول بأن يسيروا على تصريح الوحي العظيم بالزود عن النفس وذلك بمهاجمة قافلة تجارية لقريش، محملة ببضائع وأموال سوف تمر بالمدينة قادمةً من الشام.

 قرر الرسول الكريم بمعاملة قريش بالمثل ودارت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ تلك القافلة التي يقودها أبو سفيان بن حرب، لكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة بتغيير خط سيرها، وأرسل رسولًا إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريش وخرجت لقتال المسلمين.

وقعت "غزوة بدر" أولى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة، الموافق 13 مارس من العام 624 م، وتعود تسميتها بهذا الاسم نسبةً إلى بئر بدر الواقعة بين مكة والمدينة المنورة، حيث وقعت أحداث الغزوة عندها، واستولى المسلمون على البئر وشربوا منها، ومنعوا المشركين من الوصول إليها.

بلغ عدد المشركين 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتل بجيش المسلمين ليمدهم الله بمدد من الملائكة جعلت فئتهم القليلة تغلب الفئة الكثيرة، وذلك في قوله تعالى : "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّة فَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون . إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِنَ المَلآئِكَةِ مُنزَلِين. بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين".

سميت الغزوة ب"يوم الفرقان" لأنها فرقت فيها بين الحق والباطل، وأعز الله عباده المسلمين فيها، ووثقت في آيات كثيرة بالقرآن الكريم، ليستفيد منها الأجيال المتوالية من خلال تمسكهم بالعروة الوثقى، والسعي والاجتهاد والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله والثقة في عطاءه الكبير.

كانت من نتائج الغزوة انتصار المسلمين على المشركين، وانتشار الفرحة بين المسلمين واستشهاد ستة من المهاجرين، وسبعة من الأنصار وحصول المسلمين على كثير من الغنائم، وعلى الجانب الأخر قتل 70 من كفار قريش، وأسر 70 آخرين، ومن بين القتلى كان الحكم بن هشام "أبو جهل"، والوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف.