الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى ميلاده.. نور الشريف رائد التقمص وصاحب الألف وجه

النجم الكبير نور
النجم الكبير "نور الشريف"

يحتفل جوجل اليوم بذكرى ميلاد نجم من نجوم الفن السابع المصري والدراما المصرية، الفنان الكبير نور الشريف صاحب الألف وجه لتجسيده مختلف الأدوار والشخصيات بين الشاشتين الفضية والصغيرة عبر نصف قرن من الإبداع والتألق والتميز.


(نور الشريف في شخصية هارون الرشيد 1997)

تميز النجم الكبير، نور الشريف بتجسيد الشخصيات التاريخية والمعاصرة نظرًا لتمتعه بثقافة عالية، وقراءة مستفيضة ومتابعة عن كثب لمستجدات الأمور، جعلته مختلفًا عن نجوم جيله لعقود مديدة حتى وفاته في 11 أغسطس من العام 2015.


(نور الشريف في شخصية ابن رشد بفيلم المصير 1997)

بدأ نور الشريف بتجسيد الشخصيات الشهيرة المرتبطة بتاريخنا الحديث، في العام 1967 في أول ظهور سينمائي بفيلم "قصر الشوق"، للمخرج حسن الإمام مجسدًا شخصية كمال عبد الجواد، الرامزة لشخصية الأديب العالمي نجيب محفوظ في فترة شبابه.


(بوستر فيلم حدوتة مصرية الذي جسد فيه شخصية يوسف شاهين 1982)

كرر الشريف تجسيد شخصية كمال عبد الجواد في مرحلة الكهولة، من خلال فيلم "السكرية" لحسن الإمام في العام 1973 ضمن ثلاثية الأديب العالمي نجيب محفوظ، وصرح في مؤتمر تأبيني عالمي للأديب الكبير بأن أفضل حالة تمثيلية قدمها في حياته، وأكدت على نضجه التمثيلي هي شخصية كمال عبد الجواد في فيلم "السكرية".


(جوجل يحتفل بمرور خمسة وسبعين عامًا على ميلاد نور الشريف)

كان الشريف على موعد مع العالمية، وقت اختيار المخرج العالمي يوسف شاهين له لتجسيد شخصيته بفيلم "حدوتة مصرية" في العام 1982، من الطفولة وحتى لحظات العملية الجراحية التي أجراها في لندن عقب فيلم "العصفور" في العام 1972.


(نور الشريف مع ماجدة الخطيب في فيلم قصر الشوق 1967)

نجح النجم الكبير في تجسيد شخصية شاهين، مستدعيًا الملامح الداخلية والخارجية للمخرج العالمي بكل اقتدار، وذلك من خلال شهادة زوجة شاهين.


(نور الشريف مع تحية كاريوكا في فيلم السكرية 1973)

في العام 1985 كان على موعد مع التراث والتاريخ الوسيط، بتجسيده لشخصية العلامة الكبير ومؤسس علم الاجتماع "عبد الرحمن بن خلدون" في مسلسل "عبد الرحمن بن خلدون" للمخرج إبراهيم الصحن، والذي عرض بالبلاد العربية ولم يعرض بمصر لاعتراض الأزهر على بعض المشاهد والحقائق المذكورة في المسلسل.


(نور الشريف في شخصية ناجي العلي 1992)

في العام 1991 عُرض على الشريف، تجسيد شخصية "سيف الدين قطز" في الفيلم الروسي "الظاهر بيبرس" للمخرج الروسي "بولات منصوروف" مع طاقم فني سوفيتي، لكنه فضل شخصية "الظاهر بيبرس" لما يحمله من سمات ثرية ومتناقضات كبيرة تستفز أي ممثل لتجسيدها.


(نور الشريف في مسلسل عمر بن عبد العزيز 1994)

لم يُستكمل الفيلم نتيجةً لاعتراض الأزهر على مشهد، يصور بيبرس راكبًا حصانه وهو يسير على قبور المسلمين، علاوة على تفكك الاتحاد السوفيتي وانهياره في سبتمبر 1991، مما أدى لعدم استكمال حلم العمر للنجم القدير.


(بوستر فيلم المصير)

جاء العام 1992 ومعه فجائيات الأقدار لفتى السينما الذهبي، الذي تحدى الآراء والتحفظات بتجسيده لشخصية الرسام الفلسطيني الكبير "ناجي العلي" في فيلم بنفس الاسم، للمخرج عاطف الطيب مع طاقم فني سوري ولبناني، أدى إلى إمتعاض الرأي العام بمصر نظرًا للكاريكاتيرات الصارخة التي رسمها الفنان الفلسطيني ضد مصر، وقت اتفاقيات كامب ديفيد في العام 1979.


(نور الشريف في دور رفعت جبريل بمسلسل الثعلب 1993)

كادت شخصية "ناجي العلي" تتسبب في اعتزال الفنان القدير، نظرًا للهجوم الشرس الذي تلقاه من بعض الزملاء والنقاد، معدًا نفسه للهجرة إلى لندن والعمل بصحيفة الحياة اللندية كاتبًا صحفيًا حتى جاءت مكالمة من رحمات الأقدار، تثنيه عن هذا القرار والخسران للفن المصري، عبر مهاتفة الرئيس الأسبق حسني مبارك له، مساهمًا في عدوله عن الهجرة، وتكليفه بتجسيد شخصية ضابط المخابرات "رفعت جبريل" في مسلسل "الثعلب" من ملفات المخابرات المصرية، للكاتب إبراهيم مسعود والمخرج أحمد خضر في العام 1993.


(بوستر فيلم ناجي العلي)

لم يشف مسلسل "الثعلب" جراح النجم الحزين، نتيجةً لعدم حماسه للمسلسل الذي جسده رغمًا عنه حتى جاء العام 1994، بإنفراجة كبرى كسرت تابوهات الحزن والاكتئاب من خلال شخصية خامس الخلفاء الراشدين "عمر بن العزيز" في المسلسل الشهير للكاتب عبد السلام أمين والمخرج أحمد توفيق، الذي أعاد الصفاء والوئام بينه وبين الجمهور، ببركات نورانية الشخصية العظيمة التي جسدها بحرفية ومصداقية عالية، عالجت أحزانه العصيبة.


(بوستر فيلم 11 سبتمبر 2002)

توالت الأيام وجاء العام 1997، حاملاً لتكرار منجز مسلسل "عمر عبد العزيز" لنفس الكاتب والمخرج، في مسلسل "هارون الرشيد" الذي حسن من صورة الخليفة العباسي العظيم، مُزيلاً التشوهات التي عرضت بمسرحيته "لعبة السلطان" في العام 1986 للكاتب فوزي فهمي، والمخرج نبيل الألفي.


(بوستر مسلسل رجل الأقدار 2003)

توهجت القريحة الشريفية في العام 1997 في الفيلم العالمي "المصير" ليوسف شاهين الحاصل على جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان "كان" الفرنسي، وذلك لتجسيده شخصية أخر الفلاسفة "أبو الوليد بن أحمد بن رشد" الكلمة المفتاحية للنهضة الأوروبية الحديثة.

في العام 2002 عاد مجددًا مع شخصية يوسف شاهين، من خلال الفيلم الروائي القصير "11 سبتمبر" للمخرج العالمي الذي هوجم من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية لصراحته المطلقة في تناوله لتداعيات الحادث على مختلف الأصعدة.

في العام 2003 جسد شخصية "عمرو بن العاص" بمسلسل "رجل الأقدار"، للكاتب سامي غنيم والمخرج وفيق وجدي مبرزًا الملامح الداخلية والخارجية للقائد المخضرم منذ فترة الجاهلية وعمله بالتجارة حتى دخوله الإسلام، وفتحه لمصر في العام 21 ه / 642 م.