الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

العربية: إرجاء زيارة رئيس الحكومة الليبية لبنغازي

الرئيس نيوز

في قرار اعتبر مفاجئًا، وربما يُنبئ عن تطورات سوف تكشف عنها الأحداث اللاحقة، أعلن الناطق الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، محمد حمودة، إرجاء زيارة رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة رفقة وزراء حكومته لمدينة بنغازي، التي كانت مُقررة اليوم الاثنين؛ لعقد اجتماعا لمجلس الوزراء لأول مرة في بنغازي.
وقال حمودة في بيان صحفي نشر على صفحة مجلس الوزراء الليبي، أن رئاسة مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية تعلن عن تأجيل موعد اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده بمدينة بنغازي الاثنين. مؤكدا على أنه سوف يتم التحضير لموعد لاحق في أقرب وقت ممكن، ولم يكشف البيان عن أسباب الإرجاء.
مصدر بالجيش الليبي تحدث مع "العربية"، وأوضح أسباب قرار الإرجاء، وهو أن المرافقة الأمنية التي تم إرسالها من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي لتأمين وتنسيق زيارة واجتماع الوفد الحكومي مستفزة.
قال المصدر الذي لم تكشف "العربية" عن هويته إن إرسال طائرة محملة بالعشرات من حراس الأمن والحماية لوضع الترتيبات الأمنية لهذه الزيارة فيها تشكيك بالوضع الأمني بمدينة بنغازي وفي قدرة سلطاتها الأمنية والعسكرية على تأمين الوفد الحكومي، وهي مسألة حساسة، معتبرًا أن هذه الخطوة تعني أن بنغازي غير آمنة وهذا غير صحيح، حيث تم سابقاً استقبال وزراء من الحكومة وتأمين تنقلاتهم كافة، ولهذا السبب تم رفض السماح للوفد بالنزول إلى المطار والدخول للمدينة.

يضيف مصدر آخر بالجيش لموقع "العربية"، أنه من بين الوفد الأمني الذي أرسلته الحكومة لبنغازي عناصر من الميليشيات المسلحة التي قاتلت الجيش الليبي خلال هجومه على العاصمة طرابلس، مشيراً إلى أن العدد الذي وصل إلى المطار مبالغ فيه وأن الترتيبات الأمنية من اختصاص سلطات مدينة بنغازي الأمنية.
وبدا أن الأمور قبيل زيارة الدبيبة، كانت محتقنة لذلك تقرر إرجاء الزيارة لحين ترطيب الأجواء، ومن بين الأمور التي زادت من توتير الأوضاع تصريح الدبيبة الأخير ضد مدينة بنغازي الذي وصف بـ"المستفز"، بعدما قال خلال لقائه بمجموعة من شباب المنطقة الشرقية الذين يصفون أنفسهم بـ"المهجرين من ديارهم"، بأحد مقاهي العاصمة طرابلس، أن "مدينة بنغازي ستعود إلى الوطن وشبابها أيضاً سيعودون إلى الوطن".
التصريح عرّض الدبيبة إلى هجوم واسع شنه أبناء مدينة بنغازي الذين رأوا في هذا الموقف تقزيماً لمدينتهم وعدم اعتراف بدور الجيش في تخليصها من الإرهاب. وتعالت أصوات تطالب بعدم استقباله بالمدينة.
كما أن تأكيدات الدبيبة خلال زيارته إلى تركيا، ودفاعه عن شرعية وأهمية اتفاقيتها الموقعة مع ليبيا، تسبب في احتقان ورفض في الاوساط الليبية.
وكانت زيارة الدبيبة إلى بنغازي مرتقبة؛ إذ عول عليها الكثيرون أن تكون بادرة لتقوية العلاقات بين الغرب والشرق الليبي وفتح مسألة توحيد الجيش، لكن إرجاء الزيارة دلالة على أن الامور لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل لإزالة الجل يد والاحتقان بين طرفي الأزمة.
ووفق تقارير صحفية فإن مصر تسعى لتقريب وجهات النظر بين الدبيبة وحفتر، وأن القاهرة تسعى للتوصل لتفاهمات مع شرق ليبيا، لتقديم تسهيلات للحكومة الجديدة، وعلى رأسها على سبيل المثال، المساهمة في إنهاء تمرير الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة إلى مجلس النواب في طبرق، وأن مصر تقف حالياً مع تحرك هذه الحكومة للأمام، في ظلّ العديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوافق عليها أخيراً بين الطرفين.