السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في الوقت الضائع.. فيلتمان أخر أوارق أمريكا في أزمة "سد النهضة"

الرئيس نيوز

قلل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، محمد حسين، من أهمية القرار الأمريكي بتعيين جيفري فيلتمان، مبعوثًا خاصًا لمنطقة القرن الأفريقي، ومبعوثًا للتشاور مع (مصر والسودان وأثيوبيا) بشأن سد النهضة المائي الذي تبنيه أديس أبابا على مياه النيل الأزرق، من دون إبرام إتفاق قانوني وملزم مع دولتي المصب (مصر والسودان) بشأن الملء والتشغيل.
أوضح حسين أن ثلاث دول تتآمر بشكل عام على ملف المياه العربية، ولفت إلى أن تركيا بنت سدودًا ضخمة على مياه نهر دجلة والفرات، الأمر جفف مياه النهر ما أضر بشكل بالغ بحصص العراق وسوريا المائية، وتابع قائلًا: "الخطوات التركية جاءت بضوء أخضر أمريكي، فواشنطن حتى اللحظة لم تصدر بيانًا واحدًا يدين الأفعال التركية وبناء سد إليسو الضخم على مياه نهر عابر للدول".

أما الدولة الثالثة التي تتآمر على مياه النيل مع أثيوبيا فهي دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح أن إسرائيل أبرمت العديد من الاتفاقيات مع أثيوبيا حول الاستخدام الأمثل للمياه، وأشار إلى أن فكرة "سد النهضة" مخطط أمريكي منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأنه عكف هو ومن جاء بعده على إحباط تلك المخططات، لكن أديس أبابا استغلت انشغال الدولة بأوضعها الداخلية عقب ثورة 25 يناير وشرعت في بناء السد.
يضيف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، "ما جدوى الخطوة الأمريكية الآن، اللهم إلا إذا كانت جزء من سياسة المماطلة وإشغال الدولة المصرية، وتساءل قائلًا: "إذا كان فيلتمان مبعوث أمريكا لمنطقة القرن الأفريقي، فما هي أجندته حول ملف سد النهضة الذي من المؤكد أنه في حال انفجار الملف سيؤثر ذلك سلبًا على الأمن والسلم والاستقرار الدولي والإقليمي.
قال حسين من المؤكد إن الدولة المصرية تعي كل هذه الأمور، وأنها تتعامل مع الخطوة الأمريكية بروتوكوليًا فقط، وأنها حاسمة مواقفها ومحددة خطواتها بتوقيتات زمنية محددة سيتم الكشف عنها في حينها.

قرار أمريكي 
ومؤخرًا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اختيار جيفري فيلتمان مبعوثا خاصا لمنطقة القرن الأفريقي، وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان إن الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والمسؤول السابق بالأمم المتحدة جيفري فيلتمان سيعمل مبعوثا خاصا لمنطقة القرن الأفريقي.
وحثت الولايات المتحدة مصر والسودان وإثيوبيا على التعاون لحل نزاعاتهم حول سد النهضة، ومواردها المائية المشتركة، فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في بيان مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع حلفائها وشركائها لتعزيز السلام والازدهار المشتركين في جميع أنحاء القرن الأفريقي.
ذكرت الخارجية الأمريكية، في بيان، أن "مبعوث القرن الأفريقي سيعمل على قضايا إقليم تجراي والخلاف بين السودان وإثيوبيا وملف سد النهضة".
وفشلت المفاوضات في جولتها الأخيرة التي عقدت في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا مطلع الشهر الجاري، في التوصل لاتفاق ملزم حول السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية وتهديده للأمن المائي لدولتي المصب.