قلق إفريقي ودولي.. كيف تؤثر أزمة تشاد على أمن المنطقة؟
منذ اغتيال إدريس ديبي، رئيس تشاد في 20 أبريل، والعالم كله في حالة ترقب، إذ تهدد تلك الأزمة، المنطقة بأكملها بالاضطراب، خاصة أنها تقع على حدود ملتهبة بين ليبيا والسودان، ما يجعلها مصدر قلق لجميع القوى الإقليمية.
وفي ذلك السياق، أعرب الاتحاد الأفريقي عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في تشاد، حيث تولى السلطة مجلس عسكري برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الذي توفي الأسبوع الماضي.
وقال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الهيئة المسؤولة عن قضايا الأمن والسلام في المنظمة القاريّة، في بيان، إنّه وإذ يبدي "قلقه العميق" إزاء تشكيل مجلس عسكري في تشاد برئاسة نجل الرئيس الراحل، يدعو القوات التشادية إلى "احترام التفويض والنظام الدستوري والانخراط بسرعة في عملية لإعادة إرساء النظام الدستوري ونقل السلطة السياسية إلى السلطات المدنية".
كما دعا المجلس في بيانه إلى "حوار وطني شامل" في تشاد، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة التشادي موسى فقي محمد بأن "تشكّل على وجه السرعة بعثة رفيعة المستوى لتقصّي الحقائق" في تشاد.
وحذّر البيان من أنّ الوضع في تشاد يشكّل تهديداً محتملاً للسلام والاستقرار في هذا البلد، كما لجيرانه وللقارة بأسرها.
كما أعلن المبعوث الفرنسي إلى السودان، جان ميشيل ديموند، أن باريس تدعم المجلس العسكري في تشاد، حاثا الأخير على قيادة تحول آمن بهذا البلد.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها المبعوث الفرنسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، عقب لقائه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي".
فيما نقل بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني عن ديموند قوله إنه يحث المجلس العسكري الانتقالي في تشاد للعمل على قيادة تحول سريع وآمن نحو الانتقال للديمقراطية.
ووفق البيان، بحث حميدتي مع المبعوث الفرنسي تطورات الأوضاع في جمهورية تشاد، عقب رحيل رئيسها،
واتفق الجانبان على ضرورة التنسيق والعمل معا من أجل إستقرار الأوضاع في تشاد.
وأوضح المبعوث الفرنسي أن لقائه مع نائب رئيس مجلس السيادة تم بطلب من وزير الخارجية الفرنسي، لمناقشة الأوضاع في جمهورية تشاد مع الجانب السوداني.
وأشار إلى أن السودان وفرنسا يتشاركان الأهداف نفسها، المتعلقة بضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في تشاد.
وقال المبعوث الفرنسي إن ما يحدث في تشاد يؤثر في السودان والعكس صحيح، لافتا إلى أن النموذج الناجح في السودان والمتمثل في تجربة حكومة انتقالية مشتركة بين المدنيين والعسكريين، يمكن أن يكون ملهما للنجاح للتشاديين، رغم عدم تطابق الأوضاع في البلدين.
وعقب الاغتيال، كان جيش تشاد قد أعلن تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد برئاسة محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل عقب مقتل والده متأثرا بجروح أصيب بها أثناء تواجده في ساحة المعارك بمواجهة متمردين شمالي البلاد.