"عاش اللي قال".. كيف احتفل عبدالحليم حافظ بانتصار 10 رمضان؟
العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، علم من أعلام الغناء
العربي عبر صوته الدافئ الشجي الصادر لبيانات فنية تعلن عن أحوال الأمة، عبر كلمات
وألحان موثقة للحظات النصر والإنكسار، منذ بدايته في 18 يونيه من العام 1953 وحتى
وفاته في 30 مارس من العام 1977.
(الشاعر عبد الرحمن الأبنودي)
ظهر العندليب الأسمر مع بزوغ شمس الجمهورية، يوم 18
يونيه من العام 1953 وهو ما جعله أيقونة شبابية وثورية، تحمس الجميع من أجل مناصرة
الثورة الفتية التي عبرت بمصر من الركود إلى الفوران والثورية.
(الموسيقار كمال الطويل)
أصبح عبد الحليم حافظ، هو زعيم الثورة الفني على نطاق
زعامة سيد درويش الفنية لثورة 1919، وبدأت الأغاني الوطنية تردد ويُترنم بها عبر
تغريداته الحماسية نحو الحفاظ على الوطن والإبقاء على أراضيه مع الترويج للمشاريعه
القومية، التي علت من أسهم الزعيم جمال عبد الناصر.
(الموسيقار بليغ حمدي)
ظل حليم مغردًا للمنجزات كطائر يحلق بلا حدود ولا هوينة
حتى جاءت طامة حرب الأيام الست في العام 1967، لتغير من مسار الطيران وتهدئ من
الحماس الخفاق في سماء الأحلام، وتتغير قبلة الأغنية من المدح في الزعيم إلى
التغزل في الوطن والرثاء له في ظل أوجاع الهزيمة القاسية.
(الرئيس أنور السادات)
غير مطرب الثورة بوصلة غنائه نحو الواقعية الفارضة
بنفسها على الجميع، وجعل الأغنية تلامس الواقع ولا تجنح عنه كما كان في الماضي،
ليكون التعاون المثمر مع عبد الرحمن الأبنودي بـ"عدى النهار"
و"المسيح" بنغمات بليغ حمدي الحزينة.
(الشاعر محمد حمزة)
في العام 1971 عند تعافي حليم من مرضه الجسدي، وحزنه
الكبير على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، عاد مجددًا للغناء بفكر جديد مفاجئًا
جمهوره بغناء أغنية مدتها دقيقتان وهي "بحلف بسماها وبترابها" من كلمات
عبد الرحمن الأبنودي، وألحان كمال الطويل والتي جعلها بيانًا رسميًا يردد قبل
غناءه لأغنيته الرئيسية، مذكرًا الجميع بطزاجة الجرُح العميق في قلب الوطن.
(أثناء بروفات أغنية عاش اللي قال)
ظل حليم مبشرًا بقدوم النصر عبر أغنيته التذكارية،
المقاومة لليأس وفقدان الأمل في كل حفل يقدم فيه أجمل ما غنى في بداية السبعينات
داخل وخارج الوطن.
عقب انتصار الجيش في حرب أكتوبر المجيدة 1973، قام
الشاعر محمد حمزة بكتابة أغنية "عاش اللي قال"، مزكيًا الرئيس السادات على
قراره التاريخي، ليقوم بليغ بتلحين تأشيرة التأييد الموثقة بصوت العندليب.
لم يغني العندليب للرئيس السادات فور توليه الحكم في العام 1970 حتى لا يقال بأنه يغني للرئيس الجديد، ليحافظ على مكانته لدى الدولة كما كان في عهد جمال عبد الناصر، وإنتظر لما يدفعه للغناء له حتى جاء العبور الكبير، وجعل أغنيته "عاش اللي قال" تغنى قبل كل حفل، حتى نحافظ على النصر العسير الذي أتى من رحم اليأس كنوع من التذكرة كأغنيته السابقة.