الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

وليد فواز: "أنا مزاجنجي وشيطان التمثيل بيركبني.. وتقديم عملين في موسم واحد لا يرهقني" (حوار)

الرئيس نيوز

- اتجهت لتيمة الدراما الشعبية لأنها مضمونة النجاح.. و"ملوك الجدعنة" لا يشبه "سلام يا صاحبي"
- "الشللية" في الوسط الفني أمر نسبي لا يمكن تأكيده
- غادة عبدالرازق نجمة كبيرة وموهوبة.. والمخرج أحمد خالد موسى أكثر من دعمني خلال أزمتي 
- الأزمة التي تعرضت لها أثرت على عملي.. ولكنها لم تؤثر على نفسيتي 
- "اللزمات" التي تظهر مع كل شخصية أقدمها نابعة من أفكاري.. وأبتعد عن التكرار 

يخوض الفنان الموهوب وليد فواز السباق الدرامي الرمضاني هذا العام بمسلسلين هما "ملوك الجدعنة" و"لحم غزال"، وكعادته اختار أن يقدم أدوارا صعبة يمكنه من خلالها أن يضيف إلى ما قدمه سابقا من بصمات فنية تؤكد موهبته، وتثبت قدراته التمثيلية العالية.

"الرئيس نيوز" حاور وليد فواز للحديث عن تفاصيل الشخصيات التي يقدمها خلال السباق الدرامي الرمضاني، كما تطرقنا إلى سر غيابه الفترة الماضية، ومدى تأثره بالأزمة التي تعرض لها منذ عامين، وتسببت في تأخره مهنيا إذ وصفها بـ"الأزمة المختلقة".

 أكد فواز أن تلك الأزمة لم تؤثر عليه نفسيا، بل كان تأثيرها فقط على عمله و"كاريره المهني"، موضحًا أنها أضافت إليه الكثير على المستوى الإنساني، وإلى نص الحوار ..


ما الذي جذبك لتقديم شخصية "عنتر أبوسته" في "ملوك الجدعنة".. و"عمار" في "لحم غزال" ؟

شخصية "عنتر أبوستة" هي شخصية الشرير المعتاده في الدراما، ولكني أقدمها بشكل مختلف كليا عن أدوار الشرير التي تظهر في الدراما طوال الوقت، والشر في مسلسل "ملوك الجدعنة" موزع بين شخصين الأول هو عمرو عبدالجليل، والمعادل له شخصيتي وهو الشر في المنطقة الشعبية، و"عنتر أبو ستة"، شرير ينفذ كل الموبقات والقذارات المتوقعة وغير المتوقعة، ومن خلاله يقوم عمرو بتنفيذ كل رغباته الشريرة.

 أما شخصية عمار في مسلسل "لحم غزال" فهي شخصية مختلفة تماما عن "عنتر أبوستة" والنقيض لها، وهو صاحب كازينو قمار ومن طبقة غنية جدا ولديه كل أسرار غزال التي تجسدها غادة عبدالرازق، وهذه الشخصية تحديدا لم أقدمها من قبل على الإطلاق واستمتعت جدا بها.

 كما أن العمل مع غادة عبدالرازق مريح جدا فهي فنانة موهوبة ونجمة من العيار الثقيل، واحقاقا للحق المسلسلين "ملوك الجدعنة" و"لحم غزال" بهما التوليفة الشعبية التي تحتوي على كافة عناصر النجاح (مخرج قوي ومنتج قوي و ورق فيه توليفة تجارية شعبية ورايح ان شاء الله لنجاح).

لكن لماذا تميل في اختياراتك مؤخرا للدراما الشعبية؟

حقيقة في بداياتي كنت أختار أعمالا يطغى عليها الفن والعمق، ولكنها لم تكن مرتبطة بالشارع ومنها مثلا مسلسلات "الرحلة" و"السهام المارقة"، وحينها كنت أعمل لمزاجي (أنا ممثل مزاجنجي)، ولكن عندما جربت النجاح الجماهيري في أكثر من عمل يميل للدراما الشعبية، وقدمت أدوارا تشبه الناس مثل "عرنوس" في مسلسل "السبع وصايا" و"شعبان العشماوي" في مسلسل "طاقة نور" ووجدت أنها أعمال سهلة وتصل للجمهور بلا أي تعقيد، فقررت أن اتجه لهذا الاتجاه وأقدم نماذج لشخصيات من قلب الشارع المصري وتشبه المواطن العادي البسيط، كما تأكدت أن "التيمة الشعبية"، هي الأكثر ملائمة للجمهور فهي تيمة مضمونة النجاح.

هل يجهدك العمل في مسلسلين بتوقيت واحد؟

بالطبع لأ، فكنت أحيانا أقدم 3 مسلسلات في موسم واحد إضافة إلى عمل خارج رمضان، وحاليا الأمر أسهل كثيرا، خاصة أن التصوير بأكمله في لبنان والمسلسلين من إنتاج نفس الشركة، وحقيقة توفر لنا كافة الإمكانيات ولا يوجد أي تضارب مواعيد لأنهم يعملون طبقا لجداول ومواعيد مدرجة قبل بدء التصوير، ولم أشعر بأي إرهاق.



ولكن من الممكن أن تتضارب الشخصيات التي تقدمها؟

هذا يحدث مع ممثل ضعيف لا يمكنه الفصل بين الشخصيتين، لأنه لن يتمكن من التغلب على شعوره بالشخصية وسيحدث له ارتباك وتكرار للأداء في الشخصيتين، ولكن الممثل الموهوب لديه القدرة على التفرقة بين الشخصيتين والفصل بينهما، وحقيقة في اختياراتي أكون حريص جدا على التنوع وعدم التكرار، والشخصيتين في مسلسل "ملوك الجدعنة" و"لحم غزال" مختلفين تماما، والممثل الحقيقي قادر على تقديم عالم منفرد وخاص لكل شخصية يقدمها.

البعض يقول أن فكرة "ملوك الجدعنة" مأخوذة من فيلم "سلام يا صاحبي".. ما تعقيبك كأحد أبطال العمل؟

من الممكن أن يكون هناك تشابه لأن العمل به بطلين أساسيين ومن منطقة شعبية ولديهم تطلعات، وتبدأ حياتهم من تحت لفوق، وهو ما يتشابه مع قصة فيلم النجمين الكبيرين عادل إمام وسعيد صالح.

من هنا يأتي الربط، ولكن أؤكد لك بشكل قاطع أن هناك اختلاف كبير في الأحداث والتفاصيل والشخصيات، حتى الشر في "ملوك الجدعنة" يتواكب مع ما يحدث في 2021، ولكل شخصية في العمل أسلوبها ومفاهيمها المختلفة تماما عن أحداث الفيلم، ولا يمكن الجزم بأن المسلسل مقتبس من الفيلم، ومن الوارد فقط أن يكون هناك تشابه في الفكرة العامة.

دائما في أدوارك نجد "لزمات" مرتبطة بالشخصية.. هل تكون إضافة منك أم أنها مكتوبة؟

يمكنني أن أقول بقلب جامد وضمير مستريح أن هذه اللزمات تخرج مني، من خلال خبراتي السابقة وتفاعلي مع الحياة وذكرياتي مع الشخصيات التي قابلتها خلال الحياة، إضافة إلى قرايتي للنص الذي أقدمه، ولا يمكن أن أغفل أن هذه اللزمات استخدمها بعد نقاش مع المخرجين الذين أعمل معهم.

مثلا في مسلس "ملوك الجدعنة" وضعت "لزمه" معينة، ولكن بعد نقاش مع المخرج الصديق أحمد خالد موسى قال لي نصا (هتظهر مش حلوة وهتتفهم غلط) وعندما بدأنا التصوير اقتنعت بكلامه ووجدت أن الشخصية لا تحتاج لهذه "اللزمه"، ودائما أثناء التصوير (الشخصية بتستوي على نار هادئة)، وتكتشف تفاصيلها مع الوقت، وأتعامل مع كل شخصية أقدمها على طريقة "بيكاسو" أرسم ملامح الشخصية وأضع نقاط وأدون أسطر على الورق حتى ينزل الإلهام والشطحات اللاشعورية، وكما يقول البعض (بيركبني شيطان التمثيل).



في مرحلة ما تعرضت لأزمة كبيرة وضغوط من السوشيال ميديا بسبب موقف في حياتك الخاصة.. هل تأثرت نفسيا بهذه الواقعة؟

حقيقة هذه الأزمة المختلقة أثرت على شغلي داخل الصناعة ولا يمكن إنكار أنها أخرتني لفترة، ولكن الحمدلله أؤكد لك أنها لم تؤثر علي نفسيا على الإطلاق، بل بالعكس جعلني أقوى من الأول وجعلت ذهني أكثر صفاء، ورأيت تفاصيل لم أكن أراها واكتشفا أمور جديدة تماما، ويمكنني أن أقول أن هذه الأزمة المختلقة صاغتني من أول وجديد مهنيا وإنسانيا، وأصبحت أكثر قوة وتركيز وتماسك، كما جعلتني أخوض العمل مرة أخرى كما يقول لاعبي كرة القدم (نازل أكل النجيلة)، وأصدقك القول أنني أخذت الأمر بشكل إيجابي حتى لو كنت أخطأت فلا يوجد إنسان لا يخطئ، وتحملت نتيجة خطأي.

هل بعض شركات الإنتاج تجنبت التعامل معك بعد هذه الأزمة؟

وارد جدا ذلك، وأقول لك أن هذه الأزمة كانت كاشفة والهجوم الذي تعرضت له لم يثنيني عن تحمل نتيجة قراري الشخصي، أنا رجل خضت تجربة شخصية معينة وأخذت بها قرار شخصي وسواء قررت أن أكمل أم لا فهذا حقي، ولم أفهم تداعيات ما جرى، وستجد ان أغلب من هاجموني لديهم أسبابهم التي لا تهمني في شئ، وأقول لك جمله أحبها جدا (من يضحك أخيرا يضحك كثيرا).

هناك من قال وليد فواز انتهى ولن يعمل في مصر مرة أخرى، وهناك شخص تافه قال (وليد حفر قبره بإيده ومش هياكل عيش تاني في البلد دي)، كانوا فاكرين إني انتهيت كممثل، ولكن الممثل الحقيقي لا ينتهي والحمدلله لا يوجد من يشبهني كما أنني لا أشبه أحدا، وهناك نجوم أكبر وأكثر مني جماهيرية وشعبية ولكن لا يوجد وليد فواز آخر.

ولا أنسى ان المخرج أحمد خالد موسى كان من أكثر الداعمين لي فهو فعلا أخ وصديق، ووقف بجانبي، وأيضا المنتج صادق الصباح فهو يحبني ووقف بجانبي.



هل ندمت على الزواج من الوسط الفني؟

أنا شخص بطبعي لا أندم على قرار أخذته سواء صح أم خطأ، وأتحمل تبعات هذا القرار بصدر رحب، ولا أسير بنظرية الشماعات، فأنا صاحب قرار سواء صائب أم خاطئ، وأصدقك القول هذا الأمر خرج تماما من تفكيري وانتهى وردي الوحيد من خلال عملي وما أقدمه للجمهور، أما ما دون ذلك فلا أرغب في التعقيب عليه لأن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد.

بحكم تجربتك الشخصية.. هل "شللية" الوسط الفني أثرت على موهبتك؟

(أي مجال في الدنيا فيه شللية مش الفن بس)، وأتحدث هنا بشكل شخصي عن تجربتي، أنا بدأت من الصفر ولا يمكن أن يقول أحد أنني أعمل عن طريق الشللية، وتكرار التعاون مع مؤلف أو مخرج بعينه لا يعني أن هذا شللية، ولكنه يشير إلى وجود راحه نفسية في التعاون وتفاهم، والحديث عن الشللية أمر مطاط، ولا أنكر وجودها في الكثير من الأحيان ولكن في النهاية الأمر نسبي.