الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رحلة أبو زيد.. السيرة الهلالية في السينما المصرية

بوستر فيلم أبو زيد
بوستر فيلم أبو زيد الهلالي

عرفنا "السيرة الهلالية" من خلال الدراما التليفزيونية التي كتبها يسري الجندي، وكتب لها الأشعار سيد حجاب، وأخرجها مجدي أبو عميرة وهاني إسماعيل، والتي قدمت على ثلاثة أجزاء بأبطال مختلفين في كل جزء، وهي من أهم ما نُقش في سجلات الدراما التاريخية والشعبية بالتليفزيون المصري في تسعينات القرن الماضي.


(الكاتب يسري الجندي)

بعد مرور ما يقرب من خمسة وسبعين عامًا، تحديدًا في العام 1947، كانت هناك أسبقية سينمائية في تناول السيرة الهلالية، من خلال فيلم "أبو زيد الهلالي" تأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة : فاتن حمامة، سراج منير، أحمد البيه، لولا صدقي، أمينة الشريف، توحيد هلال، وعز الدين ذوالفقار.


(بوستر فيلم أبو زيد الهلالي 1947)

يتناول الفيلم قصة "الخضرة الشريفة" التي رأت غرابًا أسودًا قويًا لم يقدر طيرًا على مهاجمته، فتمنت أن تلد طفلاً له قوة هذا الغراب حتى ولو كان له لونه، فيأتي "أبو زيد" ليحقق هذه الرغبة ولكن القبيلة لا تعترف به ويطردها أبوه "رزق بن نايل" من القبيلة، فيشب "أبو زيد" في قبيلة "بني زحلان" ويصبح فارسًا مغوارًا لا مثيل له في النزال.


(بوستر آخر لفيلم أبو زيد الهلالي)

يعتبر هذا الفيلم فاتحة خير لسراج منير في الأدوار الشعبية وأفلام المغامرات، نظرًا لما يمتلكه من تكوين جسماني قوي، وطول فاره وهو ما يتماشى مع نوعيات أفلام المغامرات والسير الشعبية.


(فاتن حمامة ولولا صدقي في لقطة من فيلم أبو زيد الهلالي)

كانت موتيفة (رمزية) أبو زيد الهلالي اللون الأسمر، الذي بني عليه أحداث السيرة الشهيرة في سعي البطل لتحويل سمرة اللون من وصمة عار إلى فخر لن يمحوه التاريخ، وهو ما يشارك فيه عنترة بن شداد والذي لعب دوره أيضًا الفنان سراج منير في فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" في العام 1948، مع كوكا وإستيفان روستي وزكي طليمات، تأليف عبد العزيز سلام وإخراج صلاح أبو سيف.


(أثناء تعاقد إلهام حسين على بطولة الفيلم قبل فاتن حمامة)

كانت الفنانة إلهام حسين مرشحة لدور البطولة، وتعاقدت مع شركة الإنتاج لمحمد أمين للعمل بالفيلم، ولكن أرادت الأقدار أن تمنح دور البطولة للنجمة الصاعدة وقتها، فاتن حمامة وهي تتلمس خطواتها الأولى نحو النجومية المنتظرة بسجلات السينما المصرية.


(بوستر فيلم مغامرات عنتر وعبلة 1948)

حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، مما حمس المنتجون في إنتاج هذه النوعية، وكان لفيلم "مغامرات عنتر وعبلة" الدليل على تكرار لون السيرة الشعبية في السينما المصرية، والذي وجد ترحيبًا كبيرًا من الجمهور، وساهم في تميز أبطاله في سيرهم الفنية كفريد شوقي وسراج منير.

تعاطف الجمهور المصري مع هذه النوعية، حيث البطل الغير مرغوب فيه من قِبل أهله إلى أن يأتي اليوم الذي يؤكد فيه على جدارته، بالإنتساب لعائلته عبر البطولة الحركية من خلال الدفاع عن قبيلته أو عائلته من الأعداء.