الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رفض التنازل عن جنسيته.. كيف حصل مجدي يعقوب على لقب "سير"؟

الدكتور مجدي يعقوب
الدكتور مجدي يعقوب

يأتي شهر رمضان ومعه نفحات الخير، من هذه النفحات الخيرة الدكتور مجدي يعقوب، الذي اختار وطنه قبلةً لعلمه، ليساهم في شفاء من يعانون من أوجاع القلب، ممسكًا بمشرطه وأدواته لإيقاف شبح المرض من أجسام أبناء وطنه وجلدته، من أسوان مكمن الحضارة وأصل العراقة حيث مركزه العلاجي الكبير.


(الطبيب الألماني الفرنسي ألبرت شفايتزر)

نجح يعقوب في تأكيد جدارته كمصري، اخترق عاصمة الضباب بعلمه وأبحاثه في أمراض القلب، محولاً نظرات الغرب السلبية للشخصية المصرية إلى نظرات احترام وتبجيل لمن يضيف للإنسانية الجديد في كل يوم عبر البحث والتدقيق، والتفكير.


(الدكتور مجدي يعقوب يحصل على لقب سير في العام 1991)

رُشح يعقوب لجائزة نوبل في الطب لأكثر من مرة، ولازال مطروحًا كاسم لامع في مجالي السلام والطب، نظرًا لما يقدمه في مجالي العلم والإنسانية، مذكرًا العالم بالطبيب الإنسان "ألبرت شفايتزر" الألماني الفرنسي، الذي اختار الجابون هدفًا إنسانيًا وعلميًا لإضاءة نقطة نور لمن يبتغي الفضيلة والأخلاق في علاج البشر من أسقامهم الروحية والجسدية.

قد يفوز يعقوب بجائزة نوبل يومًا ما كما فاز بها "شفايتزر" في السلام لعام 1952 نظير علاجه لأبناء القارة السمراء دون عنصرية، وهو ما ننتظره بفارغ الصبر لواقعية يوتوبيته الكامنة في أسوان واقترابها من التحقق بالقاهرة.

في العام 1991 قررت الملكة "إليزابيث الثانية"، ملكة بريطانيا منح الدكتور مجدي يعقوب، لقب "سير" والذي يمنح للشخصيات المؤثرة في البلاد البريطانية في كافة المجالات، ولكن جاءت عقبة القانون الذي يفرض أن يكون حامله من أبناء بريطانيا.

لكي يفوز بهذا اللقب العزيز، عبر تخطي هذا الشرط المجحف طُلب منه تخليه عن الجنسية المصرية، ومنحه الجنسية البريطانية لكنه رفض هذا الشرط رفضًا قاطعًا، مما أعجب ملكة بريطانيا لملامسته شعور الإنتماء لدى البريطاني الذي يرفض مشاركة أي انتماء جديد على انتمائه الرئيسي.

غيرت ملكة بريطانيا من القانون ذو الثلاثمائة عام، بإلغائها شرط الجنسية البريطانية لمنح لقب "سير"، ليكون مجدي يعقوب أول مصري وعربي يُمنح هذا اللقب المستحق دون تفريط في جذوره العريقة.

أثبت يعقوب انتمائه لمصر عبر القول والعمل، وهو ما يجسد الآن عبر يتوبيته الملموسة في احتواء أبناء الوطن الواحد، دون تمييز عرقي أو عقائدي أو طبقي في تلقي العلاج الأمثل، جاعلاً من الطب زادًا ضروريًا كالماء والهواء.