الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فيديو| «أفضل من أذن بعد بلال».. رحلة الشيخ علي محمود في رحاب التلاوة

الرئيس نيوز


يُعد الشيخ علي محمود من كبار المقرئين والمنشدين، عبر صوت جهوري تربى على الأداء الرصين والمقامات الصوتية المميزة في توصيل رسالة الآذان، وثيقة الصلاة لمن ينشد التوجه للحق عز وجل، ما جعل أخر الساخرين الكاتب محمود السعدني يقول عنه في كتابه "ألحان السماء" : "إن الشيخ علي محمود أفضل من رفع الآذان بعد بلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم".

ولد الشيخ علي محمود يوم 6 فبراير من العام 1878 في حارة درب الحجازي، كفر الزغاري، قسم الجمالية، حي الحسين، القاهرة في أجواء روحانية طعمته بفيوضات وسبوحات روحية، أكسبته لقب سيد المقرئين، وإمام المبتهلين.

ولد لأسرة ميسورة الحال، وأصيب في حادث تسبب في فقد بصره، لتكون مكافأة الأقدار برحماتها في أوقات الشدة، بمنحه بصيرة الفرقان كسفينة نجاة من الصدمة، والحزن عبر جسر الترتيل والتجويد الذي نهله من كبار الأساتذة في مجال التلاوة والإنشاد.

قراء القرآن الكريم


التحق بالكتاب، وحفظ القرآن الكريم في عمر صغير، على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي بكُتاب مسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية، وتعلم التجويد على يد الشيخ  مبروك حسنين، ثم درس الفقه على يد الشيخ عبد القادر المزني.
 ذاع صيته بعد ذلك قارئًا كبيرًا وقرأ في مسجد الحسين فكان قارئه الأشهر، وعلا شأنه وصار حديث العامة والخاصة.

درس بعد ذلك الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربي، وعرف ضروب التلحين والعزف وحفظ الموشحات، على يد شيخ أرباب المغاني محمد عبد الرحيم المسلوب وحيد عصره وفريد دهره في الموسيقي، كما أخذ تطورات الموسيقى على يد الشيخ عثمان الموصلي وهو تركي استفاد منه في الإطلاع على الموسيقى التركية وخصائصها.

رحلة الشيخ علي محمود



أصبح علي محمود بعد هذه الرحلة الدراسية الثرية، من أشهر نوابغ التلاوة والإنشاد حيث كان يرفع الآذان بمسجد الحسين، إلى جانب رفعه لآذان الجمعة بطريقة فريدة جعلت الشيخ عبد العزيز البشري يقول عنه في مقال له : "إن صوت الشيخ علي محمود من أسباب تعطيل حركة المرور في الفضاء، لأن الطير السارح في سماء الله لا يستطيع أن يتحرك إذا سمع صوت الشيخ".

كان الشيخ علي محمود، منافسًا قويًا لكبار المشايخ بأروقة مسجد الحسين وهم : حسن الصواف، أحمد ندا، عبد الشافي، إسماعيل بكر، حسن المناخلي، حنفي برعي، ومحمد القهاوي.

أعتُمد الشيخ علي محمود كقارئ بالإذاعة المصرية، يوم 3 يوليو من العام 1939 وشارك بالتلاوة في افتتاح حفل زفاف الملك فاروق والملكة فريدة في العام 1937، إلى جانب تلاوته في عزاء زعيم الأمة سعد باشا زغلول، يوم 24 أغسطس من العام 1927 ببيت الأمة.

تتلمذ على يديه نوابغ التلاوة والإنشاد، على رأسهم قيثارة السماء، الشيخ محمد رفعت الذي اكتشفه بمسجد فاضل باشا وهو يتلو سورة الكهف، في العام 1918 وتنبأ له بمستقبل باهر، إلى جانب اكتشافه للمشايخ طه الفشني، كامل يوسف البهتيمي، محمد الفيومي، زكريا أحمد، وتتلمذ على يديه الموسيقار محمد عبد الوهاب، والفنانة أسمهان، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

وإضافة إلى الأعمال الخالدة السابق ذكرها، ظهر الشيخ علي محمود بصوته وصورته في بعض الأفلام المصرية القديمة وهو يتلو القرآن الكريم ويؤذن في بعض مشاهدها، كان أولها فيلم "أولاد مصر" في العام 1933 من إنتاج وإخراج أحمد المشرقي، بالاشتراك مع فكري كامل وحنان رفعت ودولت محسن وإبراهيم حسنين وغيرهم، وكان يتلو القرآن في أحد المشاهد.

وتكرر الأمر في فيلم "الحل الأخير" في العام 1937 للمخرج عبد الفتاح حسن، وبطولة سليمان نجيب وسراج منير وعباس فارس وراقية إبراهيم وأنور وجدي.

رحل الشيخ علي محمود يوم 21 ديسمبر من العام 1946، ونعاه بحريدة الأهرام محمد الحفني الطرزي باشا، رئيس شرف رابطة القراء وجميع أعضائها، وكُتب في نعي الرابطة أن أعضاءها "ينعون بمزيد من الأسف الأستاذ الشيخ علي محمود الرئيس الإداري، الذي اكتسب بدينه وخلقه محبة القلوب، فبفقده فقدت الرابطة بل الأمة المصرية عَلَمًا خفاقًا وبلبلاً صداحًا".



ترك الشيخ علي محمود، إرثًا نورانيًا في التلاوة والإنشاد لازال يذاع حتى الآن بالإذاعة، من التسجيلات القرآنية : "سورة يوسف"، "سورة الأنفال"، "سورة مريم"، "سور الكهف"، "سورة الأنبياء"، "سورة القيامة وقصار السور".

ومن تسجيلات الأغاني والإبتهالات والموشحات : "أشرق فيومك ساطع بسام"، "أدخل على قلبي المسرة والفرح"، "خلياني ولوعتي وغرامي"، "السعد أقبل"، "هتف الطير بتحلال الصبا"، "أهلاً بغزال"، "أنعم بوصلك".