السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى ميلاده.. محمد متولي الشعراوي "ترجمان القرآن"

فضيلة الشيخ محمد
فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي

كلما ذكر الشيخ الشعراوي، ذكرت معه خواطره القرآنية المستمرة في فيوضاتها السبوحية حتى وهو مواريًا الثرى، لمصداقية منهجه في جعل تفسيره لمعاني القرآن "خواطر إيمانية"، كي لا يغلق باب الإجتهاد على القادمين في كشف اللآلي الجديدة لمعاني الفرقان العظيم.


(الشيخ محمد متولي الشعراوي يفسر القرآن)

تمر اليوم ذكرى ميلاد الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي ولد في مثل هذا اليوم 15 أبريل من العام 1911 بقرية دقادوس، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية وسط أسرة متدينة أرادت أن تفوز بالآخرة عبر إستثمارها في ولدها الصالح، الذي أصبح عبر الأيام "ترجمان القرآن في العصر الحديث" كما قال عنه شيخ الأطباء الدكتور إبراهيم بدران.


(الإعلامي الكبير أحمد فراج)

في العام 1973، كان الشيخ الجليل في أجازة قصيرة قادمًا من مهبط الوحي، آتيًا بنفحات المصدر المقدس للكتاب العظيم، وهو ما دفع الإعلامي القدير أحمد فراج في إظهاره ببرنامجه الشهير "نور على نور" بالتليفزيون المصري، مفسرًا بشكل مبسط ومبدئي لآيات الله عز وجل، مع طرحه لأهم الموضوعات العقائدية التي تهم كل مسلم مثل : "الإسراء والمعراج"، "القضاء والقدر"، "الإنسان مسير أم مخير"، "معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم".


(الشيخ الشعراوي في برنامج نور على نور 1973)

كان لبرنامج أحمد فراج الفضل في التعريف بأبو التفسير الحديث، مما دفع التليفزيون بدءً من العام 1976 وقت توليه وزارة الأوقاف في عهد الرئيس السادات، بتسجيل حلقاته الشهيرة التي أخرجها له المخرج عبد النعيم شمروخ على مدار ربع قرن من الزمان.


(الشيخ الشعراوي مع أحمد فراج في برنامج نور على نور)

بدأ الشعراوي تفسير الذكر الحكيم بدءً من الفاتحة وحتى أوائل سورة الصف، أي حتى الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، ولم يتم تفسير باقي القرآن لوفاته في 17 يونيه من العام 1998.


يذكر أن هناك بعض المصادر، أكدت على وجود تسجيل صوتي للشيخ الجليل فسر فيه الجزء الثلاثين بفيوضات سبوحية لم تنقطع عنه أبدًا حتى الممات.


استطاع الشعراوي جمع المسلمين كافةً أمام الشاشات لتوحيد لغته التفسيرية، الموضحة باليسر والسلاسة معاني القرآن عبر حصيلته اللغوية المميزة، التي جعلها بوصلة تفسيره لاكتشاف الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم.

ذكر الشعراوي في إحدى حواراته حول خواطره القرآنية قائلاً : "خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرًا للقرآن. وإنما هي هبات صفائية. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر، لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره. لأنه عليه نزل وبه إنفعل وله بلغ وبه علم وعمل. وله ظهرت معجزاته. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي  (إفعل ولا تفعل..)".

إعتمد الشعراوي في تفسيره على عدة محاور منها : "اللغة كمنطلق لفهم النص القرآني"، "محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه"، "الإصلاح الاجتماعي"، "رد شبهات المستشرقين"، "يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة"، المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة"، "ضرب المثل وحسن تصويره"، "الاستطراد الموضوعي"، "النفس الصوفي"، "الأسلوب المنطقي الجدلي".

سمات توفرت في عالمٍ سئل عن تأخر ظهوره على الشاشات ليرد قائلاً بمنطقيته المعهودة: "حتى أستطيع الكلام عن كثب ودراية وحجة، أخذ كل هذا مني مجهودًا على مدار نصف قرن من القراءة".