الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المغامر يستسلم للموت.. وداعًا الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد

الصحفي الكبير مكرم
الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد

توفي الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السابق، ظهر الخميس، عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركًا إرثًا صحفيًا وفكريًا وإداريًا سيظل حيًا ومتداولاً بين مختلف الأجيال في عالم الصحافة.

ولد مكرم محمد أحمد يوم 25 يونيه من العام 1935 في مدينة منوف، محافظة المنوفية وحصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، جامعة القاهرة في العام 1957.

عمل محررًا صحفيًا بصحيفة الأخبار ثم مديرًا لمكتب الأهرام بالعاصمة السورية دمشق، ثم مراسلاً عسكريًا باليمن وقت الحرب بها في العام 1967.

تولى منصب رئيس قسم التحقيقات الصحفية بالأهرام وتدرج حتى وصل لمنصب مساعد رئيس التحرير ثم مديرًا لتحرير الأهرام، والتي ترك بها بصمات واضحة تشهد عليها جدران المؤسسة العريقة.

في العام 1980 شغل مكرم محمد أحمد منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الهلال، ورئيس تحرير مجلة المصور وشغل منصب نقيب الصحفيين من العام 1989 حتى العام 1991، ومن العام 1991 حتى العام 1993.

في العام 2007 خاض معركة انتخابية أمام منافسه رجائي الميرغني، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وحصل فيها على 70% من أصوات الناخبين ليصبح نقيبًا للصحفيين حتى أحداث 25 يناير في العام 2011.

واجه مكرم محمد أحمد الموت أكثر من مرة حسبما كتبت له الأقدار لمواجهة المتاعب في مهنة البحث عن المتاعب، كان له مع العام 1967 موعدًا مع الأخطار حيث تعرض للموت أثناء تغطيته لحرب اليمن، وذلك بمطاردة طائرة "هوكر هنتر" له على إحدى الجبهات، وقت نبشه في أسرار الحرب وتطوراتها بحسه الصحفي الكبير.

في نفس العام وقت حرب الأيام الست (نكسة 67)، تعرض للموت ولمحاولة إختطاف من قِبل إسرائيل وما وراء إسرائيل أثناء تغطيته للحرب في غزة، وكان متخفيًا في زي فلسطيني بمساعدة بعض الشخصيات الصحفية الفلسطينية التي ساعدته على الهرب من أنياب الصهيونية عبر البحر.

في العام 1987 تعرض مكرم محمد أحمد، لمحاولة اغتيال من جماعة "الناجون من النار" وهو خارج من مكتبه بدار الهلال، حيث كان موضوعًا في قائمة اغتيالاتهم وتصدى له ثلاثة من الجماعة لكن الرصاصات أخطأت أهدافها، ليكتب له عمرًا جديدًا في عالم الفكر والصحافة.

سيظل مكرم محمد أحمد من الأسماء البارزة في عالم الصحافة والفكر، عبر مغامراته الصحفية المميزة، ونجاحه الإداري والصحفي الذي نوَّر اسمه بحروف مضيئة لن تطفئها الأزمان.