الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

من أم الدنيا إلى العالمية.. من هو القارئ المصري الذي شارك في فيلم لميل جيبسون؟

الفنان الأسترالي
الفنان الأسترالي ميل جيبسون

استوعبت مصر جميع الأصوات الجميلة لقراءة الذكر الحكيم، للفطرة التي طبعها الله في أهلها، ولاحتواء الرسالات المختلفة وأصحابها من الأنبياء والرسل وهو ما أكده الأثري الأمريكي "جيمس هنري برستد" في كتابه الأهم "فجر الضمير"، مؤكدًا على بزوغ الإيمان من فجرالإنسانية الممثلة في الحضارة المصرية القديمة.


(لقطة من فيلم عام من الحياة الخطرة 1982)

اتسم مقرئي مصر بعالمية الإنتشار عبر أصواتهم المغردة بكلام الله عز وجل، وذلك لحرص دول العالم الإسلامي على الإستعانة بهم في مختلف المناسبات الدينية، لخشوع تلاوتهم وحلاوة أصواتهم المزينة للذكر الحكيم.


(بوستر فيلم عام من الحياة الخطرة)

في العام 1982 قامت السينما الأسترالية بإنتاج فيلم نجمها الذهبي، "ميل جيبسون" بعنوان "عام من الحياة الخطرة" دارت أحداثه في إندونيسيا وقت الأيام الأخيرة من حكم الرئيس "أحمد سوكارنو"، في العام 1965 وقت صراعه الكبير مع الشيوعيين والذي أدى إلى وضع إندونيسيا تحت الحصار الاقتصادي المسبب للمجاعات من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تابعه مراسل التليفزيون الأسترالي "جاي هاملتون" مع مساعده القزم عبر تطورات الأحداث السياسية الإندونيسية في ستينات القرن الماضي.


(صوت مكة المقرئ عبد الباسط عبد الصمد)

في لقطات الفيلم الأولى، وعند وقوف المراسل الأسترالي "جاي هاملتون" أمام القصر الرئاسي، ظهر صوت بلبل القرآن، وصاحب الحنجرة الذهبية كما أطلق عليه الشيخ الشعراوي، القارئ المصري الكبير عبد الباسط محمد عبد الصمد وهو يتلو القرآن بصوته الصداح على الدوام.


(عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي في إندونيسيا سنة 1955)

أكدت تلك اللقطة على عالمية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صاحب الشعبية الكبيرة في دول شرق آسيا، خاصةً إندونيسيا التي إستضافته على الدوام في لياليها الدينية المختلفة في عهدي الرئيسين، "أحمد سوكارنو" و"أحمد سوهارتو"، وتم تكريمه من قِبَلهِما بأرفع الأوسمة والتكريمات الرسمية.


أيضًا أكدت اللقطة على شعبية المقرئ الكبير في إندونيسيا، وحرص شعبها على الاستماع له، وإعتباره مصدر إلهام رئيسي في مجال التلاوة، لتلاوة معظم مقرئيها للقرآن في المسابقات الدولية والليالي الرمضانية على نهج "صوت مكة" كما أطلقوا عليه.

يُذكر أن عبد الصمد وقت زيارته للعاصمة الإندونيسية "جاكرتا"، قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمساحة كيلو متر مربع تقريبًا فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليهِ وقوفًا على الأقدام حتى مطلع الفجر، وهو ما يؤكد على المعزة الإندونيسية لصوته الجميل والتي دفعته لأجمل التلاوات في تاريخه الكبير.