الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

وصفه بـ"الديكتاتور".. رئيس وزراء إيطاليا ينقلب على أردوغان

الرئيس نيوز

الأمثلة على العدوان التركي كثيرة، منها تحدي قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقبرص، وإعلان وجود "سبب للحرب" إذا أقرت اليونان حقها القانوني في توسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلًا بحريًا، والانتهاكات الإقليمية اليومية ضد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأدت التصرفات التركية إلى إدانة واسعة النطاق عندما قام أردوغان بتجاهل رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارتها لأنقرة مع رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، يوم الثلاثاء. 

ولكن عندما وصف رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، أردوغان بـ"الديكتاتور"، استدعت تركيا السفير الإيطالي، وفقًا لرويترز، ودخلت العلاقات التركية - الإيطالية منعطفًا جديدًا.

انتقد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي أردوغان قائلاً: "أنا لا أتفق مطلقًا مع سلوك أردوغان تجاه الرئيسة فون دير لاين. أعتقد أنه لم يكن سلوكًا لائقًا وكنت آسفًا جدًا للإذلال الذي عانت منه فون دير لاين مع هؤلاء، دعونا نسميهم ما هم عليه - إنه أحد الديكتاتوريون - ومع ذلك يتعين على المرء أن ينسق معهم، يجب على المرء أن يكون صريحًا عند التعبير عن رؤى وآراء مختلفة".

وصف دراجي لأردوغان بأنه "ديكتاتور" كان اختيارًا مفاجئًا للكلمات بالنسبة لدراجي مع الأخذ في الاعتبار أن إيطاليا هي واحدة من الدول القليلة جدًا في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة التي تستخدم باستمرار حق النقض ضد مبادرة بقيادة اليونان لمعاقبة تركيا بسبب انتهاكاتها الإقليمية وتهديداتها الحرب، والتحريض على أزمة المهاجرين في فبراير ومارس من العام الماضي.

أشار دراجي، الذي أصبح رئيسًا للوزراء منذ 13 فبراير فقط، إلى أن سياسة الاسترضاء التي تنتهجها روما تجاه أنقرة قد تنتهي، ومنذ التوحيد الوحشي لإيطاليا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، اتبعت روما دائمًا سياسة التوسع والمصلحة الذاتية في محاولة لتكرار الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية على الرغم من عدم امتلاكها للقدرات العسكرية أو الصناعية للقيام بذلك. 

أدى هذا إلى وقوف إيطاليا إلى جانب ألمانيا في كل من الحربين العالميتين والانخراط في أفعال لا تستطيع بنفسها الدفاع عنها من جانب واحد، مثل رؤيتها للسيطرة على ليبيا.

وزار دراجي طرابلس يوم الثلاثاء والتقى بنظيريه الليبي واليوناني عبد الحميد دبيبة وكيرياكوس ميتسوتاكيس على التوالي. وكان الهدف من الرحلة هو تعزيز العلاقات مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا بعد رفض إيطاليا بتوغل تركيا في ليبيا، ولكن بعد ذلك أصبحت هي نفسها مهمشة وغير ذات صلة بما يمكن وصفه بأنه "هدف خاص" آخر في سياسة روما الخارجية.

تعد أكبر قضية في السياسة الخارجية لروما هي أنها تسترشد بمصالح شركة النفط والغاز الإيطالية متعددة الجنسيات "إيني". وفي الواقع، لا يتغلغل تأثير إيني في السياسة الخارجية الإيطالية فحسب، بل يتغلغل أيضًا في سياسة الاتحاد الأوروبي.

وبحسب بومبرج، يمكن لدراجي بعد أن وصف أردوغان بأنه "ديكتاتور" أن يوجه روما نحو الكتلة المناهضة لتركيا في ليبيا أو يحاول مرة أخرى المسار المستقل.