الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"مكتشفة منذ 1917".. شكوك حول "المدينة المفقودة" وحواس يرد (صور)

الرئيس نيوز

بعد يوم من إعلان وزارة الآثار والسياحة اكتشاف المدينة الذهبية المفقودة غرب مدينة الأقصر على يد البعثة المصرية بقيادة الدكتور زاهي حواس، شكك أستاذ آثار في الكشف الجديد، بدعوى أن "المدينة اكتشفت بالفعل عام 1917".

وأعلنت وزارة الآثار والسياحة، أمس الجمعة، تفاصيل الكشف الجديد، وقالت إن المدينة كانت تسمى "صعود آتون" ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدام المدينة من قبل الملك توت عنخ آمون، أي منذ 3000 عام.

فيما قال "حواس" إن العمل بدأ في هذه المنطقة للبحث عن معبد الملك توت عنخ آمون الجنائزي، لأنه تم العثور على معبدي حورمحب وآي من قبل، مضيفا أن المدينة هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية.


من جهة ثانية، نشر خبير الآثار، الدكتور أحمد صالح، صورًا لمقال بالإنجليزية يتحدث عن اكتشافات عام 1917 في مجمع المباني الملكية للملك أمنحتب الثالث بغرب الأقصر "الملقطة"، مؤكدا تشابه تفاصيل المقال مع النتائج التي أعلنها زاهي حواس.

وقال "صالح" إن التشابه وصل إلى إناء مدون عليه نص هيراطيقي من مناسبة احتفال الملك بعيد السد للمرة الثانية في العام ٣٤ من حكم الملك، وأرفق عنوان المقال وصور مأخوذة منه، وترجمة  نص الإناء، مضيفًا بسخرية: "يخلق من التشابه 40 حفاير".


الدكتور زاهي حواس رد على تشكيكات البعض في كشف "المدينة المفقودة"، وقال في تصريحات صحفية: " إذا كشفت سابقًا لماذا يترك المكتشف كل هذه الكنوز؟ والمدينة تضم مخزنًا كاملًا مليئًا بالفخار وقطعًا أثرية تعرض في أهم المتاحف".

لكن الدكتور أحمد صالح أشار إلى منشور له على موقع "فيسبوك"، يتحدث فيه قبل 3 أيام، وقبل إعلان اكتشاف المدينة المفقودة بيوم واحد، عن قصر الملك أمنحتب الثالث في منطقة الملقطة غرب الأقصر، وفيه قال إن القصر والمدينة بالكامل كانت من الطوب اللبن.

منشور أحمد صالح المعنون بـ"السنوات العشر الأخيرة من حياة الملك العجوز" يسبق إعلان الدكتور زاهي حواس عن الكشف الجديد بيوم كامل، ويقول فيه أيضًا: "مجمع مباني الملقطة بيضم قصور ومعبد للإله آمون وقاعة أعياد وغيرها وكلها كانت من الطوب اللبن، وضاع معظمها ولم يتبق منها إلا الأساسات وبقايا الجدران".


بدأت أعمال التنقيب في المنطقة في سبتمبر 2020، بحسب وزارة الآثار، وفي غضون أسابيع، بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات، وكانت دهشة البعثة الكبيرة، حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، وتركها السكان القدماء كما لو كانت بالأمس.

وقالت الدكتورة بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز، إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وإن اكتشاف هذه المدينة لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الامبراطورية، ولكنه أيضا سيساعدنا في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة.


وبدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثا عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك آي، خليفة توت عنخ آمون هو من قام ببناء معبده على موقع تم تجاوره لاحقًا على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو، وفقا لوزارة الآثار.

وكان الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ هذه المدينة، حيث تم العثور على نقوش هيروغليفية على أغطية خزفية لأواني النبيذ، وتخبرنا المراجع التاريخية أن المدينة كانت تتألف من ثلاثة قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، بالإضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية.

وأكد عدد كبير من الاكتشافات الأثرية على تاريخ المدينة مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث، وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة، حسب بيان الوزارة.