الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

"اعطوها مقعدًا".. فضيحة تكشف مدى ازدراء المرأة في تركيا

الرئيس نيوز

استشهد منتقدو حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بواقعة بروتوكولية كانت بطلتها أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، باعتباره رمزًا لازدراء أردوغان للمرأة.

وذكرت صحيفة "نيويوك تايمز" أن عدم توفير مقعد لأورسولا في فعاليات رسمية يشير إلى عمق الفجوة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

واضطرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، للوقوف في حضور أردوغان وتشارلز ميشيل اللذين جلسا في المقعدين الوحيدين المتاحين خلال التقاط الصور في أنقرة.

وقالت التايمز: "إذا كانت الدبلوماسية مسرحًا، فإن الخطأ البروتوكولي الجسيم الذي وقع هذا الأسبوع أثناء زيارة رفيعة المستوى لقادة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا كان دراما ثقيلة العيار".

سواء كان الخطأ في الإعداد أو في الإشراف، فقد واجهت أورسولا فون دير لاين، رئيسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، موقفًا محرجًا حيث اضطرت للوقوف في حين جلس زميلها تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الذي يمثل أعضاء الكتلة السبعة والعشرين، وجلس أردوغان في المقعدين الوحيدين المتاحين بينما وضعت في الخلفية أعلام الاتحاد الأوروبي والاعلام التركية.

وسمعت السيدة فون دير لاين وهي تعبر صوتيًا عن صدمتها من هذا الموقف المحرج في مقطع فيديو وهي واقفة في الغرفة الكبيرة في القصر الرئاسي التركي بينما جلس كل من ميشيل وأردوغان في المقعدين المذهبين أثناء التقاط الصور التذكارية.

وانتهى بها الأمر بالاتجاه للجلوس على أريكة جانبية على بعد عدة أقدام. ومما زاد الطين بلة أن موقفها انعكس على الجانب الآخر من الغرفة من قبل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي تعتبر أعلى منه بروتوكوليًا وفقًا للتسلسل الهرمي.

وقال إيان ليسر، مدير صندوق مارشال الألماني في بروكسل: "هناك سبب لوجود ترتيبات البروتوكول التي إذا نفذت بدقة فلا يفترض أن تحدث هذه الأشياء".

وتفاعل مستخدمو تويتر في أوروبا بسرعة باستخدام هاشتاج "#GiveHerASeat"، أعطوها مقعدًا.

ورأى الكثيرون في هذه اللحظة رمزًا للاختلافات الثقافية بين تركيا أردوغان والاتحاد الأوروبي، بعد أيام قليلة من قراره بالانسحاب من اتفاقية اسطنبول، وهي معاهدة تسعى إلى حماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ولكن إذا كان الحادث رمزًا لسجل تركيا الضعيف في مجال حقوق المرأة، فإنه يعكس أيضًا عجز الاتحاد الأوروبي عن تشكيل جبهة موحدة في التعامل مع دولة جارة ذات أهمية كبيرة ومرشحة لتصبح عضوًا في الكتلة.

بعد أن رفض ميشيل تغيير الوضع من خلال عرض مقعده على السيدة فون دير لاين، عرضت المؤسسات وجهات نظر متباينة حول ما حدث ولماذا حدث.

وقال المتحدث باسمها، إريك مامر، إن فون دير لاين "كان ينبغي أن تجلس بالضبط بنفس الطريقة التي يجلس بها رئيس المجلس الأوروبي والرئيس التركي".

وأضاف أن فون دير لاين، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، "تتوقع أن يتم التعامل مع المؤسسة التي تمثلها وفقًا للبروتوكول الذي يجب اتباعه، ولذلك طلبت من فريقها إجراء جميع الاتصالات المناسبة لضمان عدم تكرار ما حدث في تركيا في المستقبل".

وأصدر ميشيل بيانًا في وقت متأخر من مساء الأربعاء، ألقى باللوم على "التفسير الصارم" للمسؤولين الأتراك لقواعد البروتوكول لإحداث "موقف مؤلم ومرفوض".

في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، قال ميشيل إن الانطباع بأنه لم يتعامل بقدر من "الحساسية" غير صحيح، وأنه استمر في الاجتماع حتى لا يزيد الأمر سوءً من خلال التسبب في مشهد محرج على الملأ.

وقالت التايمز إن رد فعل ميشيل، أو عدمه، لم يغيب عن اهتمام البرلمانيين والمراقبين الأوروبيين. ونشرت صوفي إن فيلد، المشرعة الهولندية في البرلمان الأوروبي، صورًا لاجتماع السيد أردوغان مع رؤساء سابقين للمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية، دونالد تاسك وجان كلود يونكر، وهما جالسان في ترتيبات احتفالية متساوية بجوار بعضهما البعض. وألقت إن فيلد باللوم على رئيس الاتحاد الأوروبي عن صمته على تلك الإهانة.

وتساءل آخرون: هل كان حادث بروتوكول أم إهانة مقصودة، بالنظر إلى ولع أردوغان بالدراما؟ قال محللون أتراك إن كلاهما محتمل في ظل حكمه الاستبدادي المتزايد، رغم أنهم كانوا يميلون إلى اعتبار ذلك سهوًا.

وقالت أسلي آيدينتاسباس، الزميلة البارزة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "يجب أن يتقاسم الجانبان اللوم". كان ينبغي على وزارة الخارجية التركية أن تحذر الرئاسة من أخطاء البروتوكول، وأن يصر الاتحاد الأوروبي على معاملة مسؤوليه بشكل لائق. 

وأضافت آيدينتاسباس: "هذا الإغفال هو نتيجة طبيعية لعيش أردوغان في بيئة سياسية للرجال فقط".