السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الفرار من البؤس إلى الجحيم.. معاناة المهاجرين الأفارقة في اليمن

الرئيس نيوز

في أحدث تطور مقلق في اليمن، اُختطف أكثر من 220 مهاجرا أفريقيا من خارج مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء ونقلوا إلى جهة مجهولة.

ذكرت قناة "CNBC" الأمريكية، نقلاً عن مصادر محلية، أن من بين المفقودين 55 امرأة، وسبق للمفقودين تنظيم وقفات احتجاجية أمام مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صنعاء، ودعوا لإجراء تحقيق في وفاة عشرات المهاجرين الأفارقة في 7 مارس.

والمهاجرون هم من بين آلاف الأفارقة الذين يقومون برحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليمن، البلد الذي مزقته التمرد والتطرف والحرب والجوع، من أجل حياة أفضل.

يأمل المهاجرون عبر اليمن في الوصول إلى المملكة العربية السعودية والعثور على فرصة عمل هناك. لكن في اليمن، حيث تخضع العاصمة صنعاء والجزء الشمالي من البلاد لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، فإنهم يعانون من البؤس المطلق: التعذيب والابتزاز والاعتداء الجنسي والاحتجاز في جحيم حقيقي.

وقال مات برايدن، مدير مركز Sahan Research للأبحاث في أديس أبابا للقناة الأمريكية: "لقد استمر هذا البؤس لفترة طويلة". الطريق إلى اليمن هو الطريق الرئيسي للاتجار بالبشر والتهريب من شرق القرن الأفريقي، ويخدم بشكل أساسي الصوماليين والإثيوبيين. 

الغريب أن أعداد المهاجرين زادت بشكل كبير بعد عام 2015 في بداية الحرب في اليمن. ومن الواضح أن انهيار الحوكمة وضوابط الحدود بسبب الصراع في اليمن قد استغل من قبل المتاجرين بالبشر".

يبحث معظم المهاجرين من إثيوبيا والدول المجاورة عن الاستقرار الاقتصادي، رغم أن بعضهم يفر من القمع السياسي.

العنف والصدمات التي يشتهر بها طريق إثيوبيا إلى اليمن سيئ السمعة يجب أن يثني الناس عن القيام بالرحلة الخطرة، لكن ربما لا يكون لدى معظمهم أدنى فكرة عن الظروف المهينة التي تنتظرهم.

تظهر البيانات الأخيرة الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن عدد المهاجرين الذين يعبرون إلى اليمن من القرن الأفريقي انخفض من مستوى مرتفع بلغ 138213 في عام 2019 إلى 37537 في عام 2020، ويرجع ذلك في الغالب إلى جائحة فيروس كورونا.

وقال برايدن: "حتى اندلاع الحرب في تيجراي، كان العنف في إثيوبيا يتركز بشكل رئيسي في منطقة أوروميا". ومع ذلك، لا يوجد ما يشير إلى فرار أعداد كبيرة من تيجراي إلى اليمن.

وقال لاجئون من قبيلة الأورومو الإثيوبية الذين احتُجزوا في مركز احتجاز في اليمن لـ"هيومن رايتس ووتش" إن الحراس يعتدون جنسيًا على النساء والفتيات والفتيان بانتظام. 

واعترفت امرأة إثيوبية محتجزة بأنها ما زالت تعاني من الألم بعد أن ضربها أحد الحراس باستمرار لرفضها ممارسة الجنس معه. وقالت لـ"هيومن رايتس ووتش" إنها شهدت اغتصاب اثنين من صديقاتها من قبل الحراس.

وتعتبر الوفيات في معسكر الاحتجاز الذي يديره الحوثيون في صنعاء تذكرة مروعة بالثمن الذي يدفعه المهاجرون الأفارقة مقابل البحث عن ملاذ مؤقت في اليمن. 

وحثت "هيومان رايتس ووتش" سلطات الحوثيين على "محاسبة المسؤولين ووقف احتجاز المهاجرين في مرافق احتجاز سيئة للغاية".