السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

في بيان "نادر".. عُمان تتوسط لتسوية حرب اليمن

الرئيس نيوز

كشفت سلطنة عمان أنها تعمل بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية "للتوصل إلى تسوية شاملة" للأزمة اليمنية، وتتطلع بإيجابية للتقدم المحتمل في المحادثات.

وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية في بيان علني وصفته صحيفة آراب ويكلي بـ"النادر" فعادة لا تعلن السلطنة الكثير بشأن اللقاءات والمشاورات التي تستضيفها، سواء كانت متعلقة بالأزمة اليمنية أو القضية الإيرانية أو غيرها من القضايا الإقليمية: "تبذل سلطنة عمان جهودا، بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية ومبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن والأطراف اليمنية المعنية، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة المستمرة في الجمهورية اليمنية".

وأضاف البيان أن "عمان تأمل أن تحقق هذه الاتصالات النتائج المرجوة في القريب العاجل للمساعدة في استعادة اليمن السلام والأمن والاستقرار والحفاظ على أمن ومصالح دول المنطقة".

يبدو أن البيان العماني يؤكد أن المحادثات غير المعلن عنها سابقاً والتي استمرت لأشهر في اليمن دخلت مرحلة المشاورات الجادة وأحرزت تقدماً نحو إجراءات بناء الثقة.

وسعت مسقط منذ اندلاع الحرب اليمنية إلى لعب دور الوساطة بين القوى الإقليمية والعالمية من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى. من خلال استضافة الوفد المفاوض للحوثيين، تحولت العاصمة العمانية إلى مركز رئيسي للمناقشات حول الأزمة اليمنية.

وتقول مصادر إن عمان تستضيف اجتماعات ثنائية غير معلنة بين ممثلي الإدارة الأمريكية والحوثيين منذ الاجتماع الشهير الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ووفد الحوثيين برئاسة محمد عبد السلام أواخر عام 2016.

وعملت مسقط على تنظيم لقاءات منخفضة المستوى بين التحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين.

كما استضافت سلسلة محادثات بين مسؤولين دوليين وغربيين ووفد حوثي، كان آخرها الاجتماع الذي ضم المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج ووفد الحوثي المفاوض الذي سلمه نسخة من المبادرة الأمريكية للتسوية في اليمن.

ويقيم عدد من مسؤولي الحوثيين، بمن فيهم كبير مفاوضي الجماعة محمد عبد السلام، في مسقط منذ بدء التحركات الإقليمية والدولية لإيجاد حل تفاوضي للأزمة.

واجهت سلطنة عمان خلال السنوات القليلة الماضية انتقادات إعلامية وسياسية بعد اتهامات بأنها تدعم النشاط السياسي والدبلوماسي للحوثيين.

ويقول محللون إن نشاط الحكومة العمانية بشأن الأزمة اليمنية، الذي تبلور في نهاية عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، شكل تحولا كبيرا في نهج السياسة الخارجية العمانية.

على عكس اتجاهها السابق للنأي بنفسها عن النزاعات الإقليمية والدولية، مارست مسقط دورًا فاعلًا في التعامل مع الحوثيين، الذين جعلوا العاصمة العمانية منذ ذلك الحين مركزًا لتحركاتهم الدبلوماسية.