مصر تحذر.. وخبير يؤكد: مرحلة مختلفة في إدارة ملف سد النهضة
- المفاوضات المقبلة الفرصة الأخيرة لابرام اتفاق قبل الملء الثاني
- استمرار النمط التفاوضي غير المجدي لم يعد مقبولًا من قبل مصر
قال الدكتور سامح راشد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي القوية بشأن أزمة سد النهضة، رسالة تنبيه رسمية وعلنية من مصر إلى جميع دول المنطقة وليس فقط إلى إثيوبيا.
وأضاف راشد في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "عندما يصدر هذا التنبيه من أعلى سلطة في البلد، يجب أن يؤخذ بجدية شديدة من دول المنطقة أولًا، والدول الخارجية التي يهمها استقرار المنطقة".
ويؤكد: "رسالة الرئيس السيسي عامة وشاملة لكافة الأطراف المعنية بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وهذا يؤكد أن السياسة المصرية تدرك جيدًا أن مفتاح إدارة مشروع سد النهضة ليس داخل إثيوبيا ولكن خارجها".
ويرى راشد أن الرسالة التي وجهها الرئيس السيسي اليوم واختيار توقيتها يهدف إلى تحذير إثيوبيا من مزيد من المماطلة، وأن استمرار النمط التفاوضي غير المجدي لم يعد مقبولًا من قبل مصر، خصوصًا مع اقتراب موعد الملء الثاني.
وحذر الرئيس السيسي، اليوم، من المساس بمياه مصر في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي قائلًا: "نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل".
وأكد الرئيس خلال مؤتمر صحفي: "أنا مبهددش حد وعمرنا ما هددنا وحوارنا رشيد جدا"، وتابع مشددًا "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هيبقى في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا".
كما شدد الرئيس "المساس بحقنا في المياه خط أحمر. نتطلع للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملئ وتشغيل السد"... الأعمال العدائية تمتد تأثيراتها لسنوات طويلة".
وأوضح "نسعى للحصول على حقنا في مياه النيل لا أكثر. هناك تحرك إضافي خلال الأسابيع المقبلة عبر المفاوضات".
وتأتي تصريحات الرئيس السيسي بعد أن قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن بلاده أبلغت المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث، بمضي بلاده في عملية الملء الثاني لسد النهضة وإنها جزء من عملية بناء سد النهضة.
ويوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سامح راشد، إن الموقف الإثيوبي المتعنت ليس جديدًا، وما أبلغت به المبعوث الأميركي للسودان اليوم يتماشى مع التصريحات الواردة على لسان المسؤولين الإثيوبيين خلال الأسابيع الماضية.
ويشدد راشد": "لابد من ممارسة الجانب الأمريكي الضغط على إثيوبيا، كذلك الأطراف المشاركة والمساهمة في بناء السد وغيرها من الشركات العالمية ".
ويؤكد راشد أن تضرر الدول المشاركة في بناء السد سيكون كبير، إذ أن ما أنفقته أديس أبابا أقل بكثير من تمويل الدول المشاركة والمساهمة فيه.
وتابع: "تحذير مصر العلني يُحمّل كافة الأطراف مسؤولياتها أمام التعنت الإثيوبي ويوضح لهذه الأطراف جميعًا بأن التغاضي عن استمرار إثيوبيا في المراوغة وتجاهل حق الشعبين المصري والسوداني في الحياة هو أمر سيكون في غاية الخطورة وباهظ الثمن ليس على إثيوبيا فقط وإنما على دول المنطقة ككل".
واختتم راشد مؤكدًأ أن مصر دخلت مرحلة مختلفة في إدارة ملف سد النهضة، وأن المفاوضات المقبلة ربما تكون الفرصية الأخيرة لابرام اتفاق قبل الملء الثاني.