الطريق يبدأ من القاهرة.. تفاصيل إنشاء «سكة حديد مصر والسودان»
اتخذت مصر خطوات جادة لإنشاء خط سكة حديد عابر للحدود يربطها بالسودان لنقل البضائع والركاب في أحدث مؤشر على تعاون أقوى بين دولتي مصب النيل.
وفي 11 مارس الجاري، التقى محافظ أسوان أشرف عطية، بمسؤولين بوزارة النقل المصرية لدراسة التصاميم والخطط التنفيذية للمشروع الذي يهدف إلى تعزيز السياحة والتجارة الثنائية.
وتزامن الاجتماع مع زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك للقاهرة لمدة يومين، وكان برفقته وفد حكومي رفيع المستوى والتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي في 11 مارس. وبحسب بيان للرئاسة المصرية، ناقش السيسي وحمدوك الموضوعات الثنائية وسبل تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، بما في ذلك مشروع السكك الحديدية والاستثمار الصناعي والزراعي المشترك.
لم يتم تحديد موعد حتى الآن لبدء العمل في مشروع السكك الحديدية العابرة للحدود، وتقدر تكلفته بنحو مليار يورو (1.19 مليار دولار)، سيبدأ خط السكة الحديد بطول 900 كيلومتر من أسوان ويمر عبر توشكى وأبو سمبل في جنوب مصر. ومن هناك ستمتد إلى مدينة وادي حلفا السودانية على خط يتم بناؤه في المرحلة الثانية من المشاريع.
في أكتوبر 2020، وضع الوزير ونظيره السوداني في ذلك الوقت، هاشم بن عوف، أولاً الأساس للمشروع باتفاقية ربط السكك الحديدية.
تجدر الإشارة إلى أن مصر والسودان لديهما مشاريع نقل إضافية في طور الإعداد، أبرزها إنشاء طريق بين مصر وتشاد سيمر عبر السودان.وقال محمد عبد الغفار رئيس المجلس الاقتصادي الأفريقي غير الحكومي إن خط السكة الحديد سيسهل التجارة بين البلدين ويسمح للمنتجات المصرية بدخول أكبر للأسواق الأفريقية.
أوضح عبد الغفار لموقع "المونيتور" الأمريكي إن مصر تريد فتح أسواق في الدول الإفريقية غير الساحلية التي لها حدود وموانئ برية مع السودان مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وتشاد وأوغندا وإثيوبيا.
وبلغ حجم التجارة الثنائية بين مصر والسودان 862 مليون دولار عام 2020، وبلغت صادرات مصر للسودان 496 مليون دولار، بينما سجلت واردات مصر من السودان 366 مليار دولار عام 2020.
وتشمل أهم السلع المتداولة بين البلدين الكيماويات والمنتجات الغذائية المصنعة والآلات والمواد الغذائية والمنسوجات والمنتجات الحيوانية والزراعية.
سيعبر الطريق الأفريقي البالغ طوله 10288 كيلومترًا (6390 ميلًا) تسع دول أفريقية: مصر والسودان وكينيا وإثيوبيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والجابون وجنوب إفريقيا.
وقال هاني رسلان، رئيس وحدة السودان ودول حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ "المونيتور"، إن مشروع السكة الحديد، وهو استمرار للتنسيق غير المسبوق بين البلدين، سيعزز العلاقات الثنائية.
تتدفق البضائع والركاب بشكل يومي بين البلدين عبر معبري القسطل-أشكيت وأرقين الحدوديين، وبينما لا تتوفر أرقام رسمية عن حجم التجارة عبر معبرين، تشير تقارير محلية مصرية إلى مرور 80 شاحنة بضائع و 70 حافلة ركاب يوميًا عبر هذين المعبرين.
يعتقد رسلان أن المشاريع الاقتصادية الثنائية مثل مشروع السكك الحديدية ومشروع الربط الكهربائي وغيرها في مجالات النقل والزراعة والري لا يمكن تحليلها بمعزل عن الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.