الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى اغتيال "الخازندار".. الإخوان وفتاوى الدم والنار

المستشار أحمد الخازندار
المستشار أحمد الخازندار

تمر اليوم الذكرى الثالثة والسبعون على رحيل "شهيد القضاء"، المستشار أحمد الخازندار الذي قُتل بيد الغدر والخيانة من أعضاء التنظيم الخاص، التابع لجماعة الإخوان الإرهابية في مثل هذا اليوم، 22 مارس من العام 1948، أمام أسرته بشارع رياض بحلوان، وهو ذاهب لمحكمته بوسط القاهرة وفي حوزته ملفات قضية "تفجيرات سينما مترو" والتي أتهم فيها عضوان من التنظيم الخاص لجماعة الإخوان.


(الشيخ أحمد حسن الباقوري)

بدأت نوايا اصطياد، المستشار أحمد الخازندار من خلال حكمه على شباب الإخوان بالأشغال الشاقة المؤبدة، في قضايا شغب وتفجيرات بالإسكندرية في 22 نوفمبر من العام 1947، والتي أغضبت الجماعة ومؤسسها حسن البنا وأججت نيران الكراهية تجاهه، وهو ما وضحه الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق في عهد الرئيس أنورالسادات، في مذكراته "في نهر الحياة".


(الإمام حسن البنا)

بعد الحكم على شباب الإخوان بالإسكندرية، أكد مسئول التنظيم الخاص "عبد الرحمن السندي" بأن المرشد العام للجماعة "حسن البنا" قال بالحرف الواحد في اجتماع عاجل بجماعته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، وهو ما أعتبره أعضاء التنظيم الخاص "ضوء أخضر" لقتل "الخازندار".


(الدكتور عبد العزيز كامل)

نفذ العملية من أعضاء التنظيم الخاص، كلاً من : "محمود زينهم"، و"حسن عبد الحافظ" بإطلاق وابلٍ من الرصاصات على المستشار، الذي استقبل تسع رصاصات في جسده، أسقطته صريعًا في دمائه.

نجحت الشرطة في إلقاء القبض على "زينهم"، و"عبد الحافظ" بمساعدة أهالي حلوان الذين طاردوا الجناة وتعرضوا لقنبلة ألقيت عليهم أصابت البعض، وعثرت الشرطة بحوزتهما على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة الإخوان، مما أدى لاستدعاء الإمام "حسن البنا" مرشد الجماعة الذي نفى معرفته بهما، لكن النيابة تمكنت من إثبات أن "حسن عبد الحافظ" يعمل سكرتيرًا خاصًا لدى المرشد.


(قائد التنظيم الخاص عبد الرحمن السندي)

أعترف "البنا" بمعرفته بالمتهم لكنه نفى علمه بنية المتهَمين باغتيال "أحمد الخازندار"، وهو ما أكده الشيخ "أحمد حسن الباقوري" في مذكراته قائلاً : "إن الشيخ حسن البنا غضب مما حدث، وكان ثائرًا، وقال يعني ليس معنى أنه يخطئ قاضٍ في حكمه أن يقتل، وأن ما حدث لم يعلم به الإمام البنا".

تسببت تلك العملية في إحداث خلافات كبيرة بين المرشد "حسن البنا"، وقائد التنظيم الخاص "عبد الرحمن السندي" وحدثت بينهما مواجهة في أحد الاجتماعات، حضرها الدكتور "عبد العزيز كامل" ورواها بمذكراته، مبديًا إعتراضه أمام المرشد بقتل المستشار "أحمد الخازندار".

كان المتهم الأول، "محمود سعيد زينهم"، طالب بمدرسة الصناعات الميكانيكية 21 عامًا، ويقيم بشارع عباس بالجيزة، وكان أحد أبطال المصارعه، وترك التعليم الثانوى لتكرار رسوبه والتحق بالمدارس الصناعية.

بينما المتهم الثاني، هو حسن محمد عبد الحافظ 24 عامًا، طالب بالتوجهية، يقيم بالمنزل رقم 12 شارع نافع بن زيد بالجيزة.

يعتبر المستشار "أحمد الخازندار" أول قاضٍ يتعرض للاغتيال، وهو ما أدى لحدوث هزة عنيفة للمجتمع المصري، وذلك لاستشهاده في سبيل الحق والضمير الحي، منذ توليه ملفات قضايا التنظيم المسلح للبنا وأعوانه منذ أواخر الثلاثينات وحتى استشهاده.

بعد أربع سنوات من الجريمة، في سبتمبر من العام 1952 عقب قيام ثورة يوليو بشهرين، وتحت ضغوط جماعة الإخوان بقيادة المرشد "حسن الهضيبي"، أصدر مجلس قيادة الثورة قرارًا بالعفو عن بعض السجناء السياسيين، واستطاع الإخوان إدراج أسماء قتلة الخازندار فيها، رغم أنها جريمة جنائية وليست سياسية.

دارت الأيام والأعوام، إلى أن جاء يوم 29 يونيه من العام 2015، حاملاً في جعبته مفاجأةً مدوية، وذلك باستشهاد النائب العام المصري هشام بركات في شهر رمضان المبارك، ليكون الثاني في سفينة القضاء يستشهد في سبيل الحق والعمل الدءوب على سياق جده الأكبر أحمد الخازندار، لتظل فتاوى الدم والنار محلقةً في السماء من أدعياء العصر.