الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا رفض الخميني الوساطة لوقف حرب الثمان سنوات مع العراق؟

الرئيس نيوز

بعد نحو 40 عامًا على حرب الخليج الأولى التي وقعت بين العراق من جهة، وإيران من جهة أخرى، وتحديدًا العام 1980، تطرقت بعض الكتابات الأكاديمية إلى الأسباب التي دفعت القائد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله الخميني إلى رفض الوساطة الدولية من الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى، لوقف الحرب في الخليج.
يقول الكاتب دليب هيرو، في كتاب "الأصولية الدينية في العصر الحديث"، إن واقعة التحكيم التي تمت بين الإمام علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وأناب عن الأول أبو موسى الأشعري، وعن الاخر عمرو بن العاص، وقد تمكن ابن العاص من خديعة أبو موسى الأشعري، وثبت حكم معاوية بعد أن خلع أبو موسى الإمام علي وفق ما كانوا متفقين عليه.
يوضح الكاتب أن أنصار الإمام علي، "الشيعة" بات لديهم معتقد راسخ ان وقائع التحكيم والوساطة تضيع الحقوق، وتنصر الظالم، لذلك رفض الإمام الخميني جميع الوساطات الدولية والأممية التي استهدفت وقف الحرب بين العراق وإيران.
وحرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية، أطلقت عليها الحكومة العراقية آنذاك اسم "قادسية صدام"، بينما عُرفت في إيران باسم الدفاع المقدس، هي حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، انتهت بلا انتصار لطرفي الصراع وقبولهما لوقف اطلاق النار، وبالرغم من ذلك خلّفت الحرب نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أمريكي، ودامت لثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية.
بدأت الحرب "العراقية – الإيرانية" على إثر التوترات التي نشبت بين البلدين عام 1980م، حيث بدأت الاشتباكات الحدودية المتقطعة بين البلدين، ثم اتهمت حكومة بغداد إيران بقصف البلدات الحدودية العراقية في 4 سبتمبر 1980 معتبرة ذلك بداية للحرب، فعلى إثر ذلك قام الرئيس العراقي صدام حسين في 17 سبتمبر بإلغاء اتفاقية الجزائر عام 1975 مع إيران واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءا من المياه الإقليمية العراقية. 
اشتدت حدة الاشتباكات الحدودية لتصبح حرب شاملة بين البلدين بعد قيام القوات العراقية باجتياح الأراضي الإيرانية في 22 سبتمبر 1980. ولقد سبقها تاريخ طويل من النزاعات الحدودية، وكان دافع الحرب الخوف من أن تقوم الثورة الإيرانية (1979) بإلهام الأغلبية الشيعية بالعراق للقيام بتمرد، إضافة إلى رغبة العراق في استبدال إيران كقوة مهيمنة في الخليج العربي. 
أمل العراق بالاستفادة من الفوضى التي خلّفتها الثورة في إيران فهاجم دون سابق إنذار رسمي، لكنه لم يحقق سوى تقدم محدود إلى داخل إيران وتم صده سريعاً، واستعادت إيران كل الأراضي التي فقدتها بحلول يونيو 1982.
استمرت الأعمال العدائية بين البلدين إلى 20 أغسطس 1988، رغم دعوات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار. انتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي قَبِلَهُ الطرفان. في نهاية الحرب، استغرق الأمر عدة أسابيع لانسحاب القوات المسلحة الإيرانية من الأراضي العراقية والعودة إلى ما قبل الحرب التي حددتها اتفاقية الجزائر عام 1975. وكان آخر تبادل للأسرى بين البلدين العام 2003.