السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«تحول أردوغاني».. محلل تركي يكشف سر مغازلة أنقرة لـ القاهرة الآن

الرئيس نيوز

في الوقت الذي تخرج فيه من أنقرة تصريحات تغازل القاهرة وتطالب بعودة العلاقات؛ يرجع الكاتب التركي إرغون باباهان التحول الأردوغاني المُثير للريبة تجاه مصر إلى محاولة تركيا الخروج من عزلتها التي تسببت فيها سياسات إردوغان.

وقال إن "تقليص إردوغان للسياسة الخارجية إلى المستوى العسكري، والسعي إلى نهج قائم على مطالبات القوة والحقوق بدلًا من الجلوس على طاولة المفاوضات"، دفع بجميع الدول والمؤسسات الدولية للوقوف في مواجهة أنقرة في خطوة تجاوزت دول المنطقة.

وأشار في تحليل بموقع "أحوال تركية" إلى أن إردوغان يسعى اليوم لاستعادة الورقة الرابحة التي خسرتها تركيا مع اليونان من خلال اللجوء إلى مصر وإسرائيل بعد إطلاق سلسلة من الإهانات للزعماء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين، وبينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وقف في وجه تدخلات "العثماني المُتعجرف" إردوغان.

وذكر باباهان بتصرفات إردوغان العدائية، مشيرا إلى رفضه حضور اجتماع مع الرئيس السيسي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2019. وتجنبه لقائه في تجمع العشاء، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حاضرا، فعندما رأى الرئيس السيسي على الطاولة، رحل تاركا المقعد المخصص له شاغرا، بحسب الكاتب التركي.

وقال: مع ذلك، يتصرف إردوغان الآن وكأن شيئا من هذا لم يكن، بل كما لو كان هناك خلاف صغير يمكن إصلاحه لتعود الأمور إلى طبيعتها لمجرد أنه يرغب في أن يكون الأمر كذلك.

وأضاف باباهان: "بالطبع، يمكن أن تجلس البلدان المتنازعة إلى طاولة المفاوضات وتجري محادثات وتتصالح. لكن، لكل حرب رابح وخاسر. وقد خسرت تركيا الصراع على السلطة الذي دخلته مع دول، تشمل مصر، في شرق البحر المتوسط، وتلوّح بعلم أبيض بتجاهل ما قيل ضد الرئيس السيسي".

وفي المُحصلة لا تزال تركيا إلى الآن غير قادرة على إقناع دول مثل مصر باعتماد نهج مختلف عن السابق وبالتالي فسيظل الموقف من السياسات التركية كما هو دون تغيير.

وفي أول تصريح رسمي كشف التودد التركي للعلن، أكّد وزير الخارجية التركي تشاويش أغلو، أن "الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات المصرية- التركية تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلًا من تجاهلها".

وأوضح في مقابلة على قناة "إن تي في" التركية، وقتذاك، أنه وبتفويض من إردوغان أجرى اتصالات مختلفة مع مصر في السابق، إلا أن التوازنات في ليبيا أدت إلى توتر العلاقات قليلًا.

والشهر الجاري، مضت أنقرة تُغازل القاهرة باللعب على المتناقضات؛ إذ قال إردوغان نفسه قبل أيام إن "الشعب المصري لا يختلف مع تركيا"، وسبقه وزير خارجيته تشاويش أوغلو، بوصفه مصر وتركيا بأن لديهما أطول مساحة من الأرض والحدود في شرق البحر المتوسط، ويمكنهما التفاوض على الاختصاصات البحرية، مُلوحًا بإمكانية توقيع اتفاقية بينهما مُستقبلًا. فيما تودد وزير الدفاع خلوصي أكار مشيرا إلى "القيم التاريخية والثقافية المشتركة مع مصر".

كما عزف مستشاره ياسين أقطاي على نغمة أن "المصالح المصرية التركية مشتركة"، مؤكدًا أن "من يأتي إلينا خطوة نمشي إليه خطوتين". أما متحدث الرئاسة التركية فبدا وكأنه يتوسل اتفاقية مع مصر بتصريحه إلى وكالة بلومبرج "يُمكن فتح صفحة جديدة مع مصر ودول الخليج للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين".