الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"العقبات السبعة".. تركيا تسلك طريقًا وعرًا للمصالحة مع العرب

السيسي وبن زايد
السيسي وبن زايد

على مدار السنوات الأخيرة، انتهجت تركيا سياسة عدائية تجاه الدول العربية، وكان تأثير تنظيم الإخوان على أنقرة بهدف تعزيز نفوذها في جميع أنحاء العالم الإسلامي هو العامل الأكثر أهمية في تصعيد الأزمة مع جزء كبير من الدول العربية.

في غضون ذلك، بدأ أردوغان، المعروف بتحولاته المفاجئة في السياسة الخارجية، التحرك في الأشهر الأخيرة لإخراج العلاقات مع العرب من حالة الجمود وتبنى خطابًا مغايرًا أملاً في تهيئة الظروف لتهدئة التوترات مع العرب.

وبعد محادثة هاتفية مهمة مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، على هامش القمة الافتراضية لمجموعة العشرين في نوفمبر 2020، أعلن أردوغان ووزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو عن استعدادهما لعقد اجتماع ثنائي مع مصر لبحث الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية.

العقبات السبعة

وفقًا لتحليل نشره موقع ABNA24 الإخباري، فإن إرسال إشارات إيجابية بالرغبة في تهدئة التوترات مع مصر والإمارات لم يلق ترحيبًا من هذه الدول، وبينما أكدت مصر على ضرورة تغيير سياسات أنقرة، ذهبت الإمارات إلى أبعد من ذلك ووضعت 7 شروط سيعتبرها أردوغان "مُهينة" لإصلاح العلاقات مع أنقرة.

أولاً: إنهاء الاحتلال التركي في سوريا والعراق. ثانياً: انسحاب المرتزقة الذين تدفع لهم تركيا من ليبيا. ثالثا: إنهاء استضافة الإخوان ودعمهم. رابعاً: وقف الأعمال الاستفزازية للاستقرار المصري. خامساً: إنهاء الحرب النفسية التركية ضد القيادة السعودية. سادساً: الانسحاب الفوري للقوات التركية من دول الخليج العربي، أي قطر. وسابعا: مراجعة الخطط التوسعية التي يرعاها العثمانيون الجدد.

طريق وعرة

تحاول تركيا تحرير نفسها من المأزق الذي يهز صورتها ويعصف بسياستها الخارجية. فقد أجبرت التغييرات في البيت الأبيض وتولي بايدن السلطة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على إعادة ضبط سياساته.

تغيرت سياسات ترامب تجاه سوريا، والتي أدت إلى تنازلات بشأن تصرفات أنقرة ضد حلفاء واشنطن الأكراد في شمال سوريا، في عهد بايدن. علاوة على ذلك، مع اتجاه العلاقات الأمريكية الأوروبية إلى التحسن مرة أخرى، تعرضت سياسة أردوغان في الاقتراب من روسيا، خاصة فيما يتعلق بشراء الأسلحة من موسكو.

وتنظر تركيا أيضًا إلى التطبيع العربي الإسرائيلي على أنه جزء من الضغط لمواجهة تركيا في القضايا الجيوسياسية مثل سعيها لكسب النفوذ في القرن الأفريقي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

ومحاولة أردوغان للتغلب على الأزمة الاقتصادية والحفاظ على سلطته في الانتخابات المقبلة، حيث اصطف تحالف قوي من المعارضين أمام حزب العدالة والتنمية، سبب مهم آخر لاتجاه تركيا لعلاقات خارجية مفتوحة، وبالطبع فتح الطريق لعلاقات تجارية خارجية.

في غضون ذلك، لا يمكن إنكار اهتمام أنقرة بحالة ما بعد المصالحة بين قطر ودول المقاطعة، حتى تتمكن من استخدام هذا الفضاء لتسهيل خفض التصعيد مع دول مثل الإمارات ومصر.

ولفت التحليل إلى وجود مؤشرات ضعيفة للغاية على تراجع التنافس السياسي والجيوسياسي والأيديولوجي بين أنقرة وأبو ظبي – القاهرة - الرياض. 

ولا تزال مصر والإمارات والسعودية من الدول التي أدرجت تنظيم الإخوان على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، وتعتبر القاهرة تنظيم الإخوان تهديدًا رئيسيًا للأمن والاستقرار الوطني، ولا تزال مواقف مصر والإمارات لا توافق على الدور التركي المريب في ليبيا.

لعبة تركيا الخاسرة

على مدى السنوات الماضية، علق مراقبون ونقاد سياسيون أجانب على تحولات أردوغان المفاجئة في السياسة الخارجية. والبعض يثني عليه باعتباره ميزة ودلالة على المرونة في سياسة أنقرة الخارجية للخروج من المأزق وخدمة المصالح الوطنية. 

ويجادل آخرون بأن هذه التحولات تصور تركيا كلاعب غير موثوق به وبدون مبدأ وتفتقر إلى سياسة خارجية رئيسية ورؤية ثابتة. ويضيفون أن مثل هذا الوضع سيضر بمكانة البلاد في العلاقات الدولية وفي المفاوضات.