الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«تتصرف وكأن شيئًا لم يحدث».. محلل تركي يرصد أخطاء أنقرة السياسة تجاه مصر

الرئيس نيوز

رصد المحلل التركي "أرجون باباهان" أخطاء عديدة تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواصل الانقلاب في كل من السياسة الداخلية والخارجية.

وانتقد المحلل خطأ العداء للقاهرة واعتبارها العدو الأكبر لأردوغان، وخاصة بعد أن اضطرت المصالح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار بشكل شبه يومي للحديث عن رغبة أنقرة في تجديد العلاقات الدبلوماسية مع مصر.

ويرى أرجون أن أنقرة ركعت على ركبة واحدة وهي تتوسل للقاهرة، لكن مصر ظلت رسمية إلى حد ما وبعيدة عن الرد. بعد تصريحات دافئة من تركيا على المستوى الرئاسي، ردت مصر بطريقة أكثر تحفظًا على مستوى وزراء الخارجية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية "إن الارتقاء بمستوى العلاقة بين البلدين يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول على أساس احترام مبدأ السيادة ومتطلبات الأمن القومي العربي".  

وسلط باباهان الضوء على رد مصر الذي تضمن التأكيد على أن القاهرة تتوقع من أي دولة تحتاج إلى إقامة علاقات طبيعية معها أن تلتزم بقواعد القانون الدولي ومبادئ سياسة حسن الجوار ووقف محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة"، كما سلط الضوء على دعوة القاهرة لتركيا فعليًا إلى الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، واحترام علاقات الجوار، وأخيراً خروج تركيا من ليبيا حيث يوجد الطرفان على طرفي نقيض، وهذا مع ضمان التمييز بين نظام أردوغان والشعب التركي.

وتساءل باباهان: "ما الذي عزل تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه بينما جمعت مصر وإسرائيل وقبرص واليونان معًا في جبهة موحدة؟.. كان ذلك بمثابة تقليص أردوغان للسياسة الخارجية إلى المستوى العسكري والسعي إلى نهج قائم على مطالبات القوة والحقوق بدلاً من الجلوس على طاولة المفاوضات. وقد أدى ذلك ليس فقط إلى خسارة علاقات تركيا بدول المنطقة، ولكن جميع الدول والمؤسسات الدولية تقف في مواجهة أنقرة".

وفي النهاية، اضطر أردوغان إلى سحب سفن المسح السيزمي التي نشرها بتباهٍ في المياه المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط، تاركًا الوعد ببشارة تتعلق بالموارد الهيدروكربونية من المياه إلى وقت آخر.

في الوقت الحاضر، يسعى أردوغان لاستعادة الورقة الرابحة التي خسرتها تركيا مع اليونان من خلال اللجوء إلى إسرائيل ومصر بعد إطلاق سلسلة من الإهانات للزعماء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين. ونجح الرئيس السيسي فعليًا في وضع نهاية لأحلام أردوغان العثمانية الجديدة من خلال العقبة التي وضعها أمام إمبراطورية الإخوان التي كان أردوغان يأمل في إقامتها في مصر وفلسطين وسوريا.

وتابع: "الآن يتصرف أردوغان وكأن شيئًا لم يحدث.. الآن يبدو الأمر كما لو أنه لم يوجه الإهانات للقاهرة ولكن يتصرف كما لو كان هناك خلاف بسيط يمكن إصلاحه وستعود الأمور إلى طبيعتها لمجرد أنه يريد ذلك".