الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أحد رواد الدراما التاريخية.. وفاة عادل هاشم «صوت التاريخ الدافئ»

الفنان عادل هاشم
الفنان عادل هاشم

توفي منذ ساعات قليلة، نجمًا ساطعًا في سماء الفن عُرف بصوته الدافئ عبر الأثير والشاشتين الصغيرة والكبيرة من خلال أنجح الأعمال في تاريخ الدراما الإذاعية والتليفزيونية والشاشة الفضية، إنه الفنان "عادل هاشم" أحد رواد المسرح والدراما في عصرهما الذهبي، والذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الإثنين والثمانين عامًا.

عُرف عن الراحل الكبير، تميزه الملحوظ في صوته المتمكن والمخضرم، المعانق للكلم الأصيل مخرجًا إياه بحرفية عالية، وصوتية دافئة تحبب الناس في اللغة العربية والعامية المصرية الصميمة، بطبقة صوتية عريضة تصيب الهدف في الأداء التعبيري بين الهدوء والعنفوان دون تكلف أو مبالغة في المشهد المرصود.

أزرناه في كفاحه المشرف ضد المماليك والفرنسيين بشخصية "عمر مكرم" الزعيم الكبير بمسلسل "الأبطال ج1" في العام 1996، وتعاطفنا معه في محنة مرضه وقت كفاحه للصليبيين بشخصية الملك "الصالح بن أيوب" بمسلسل "الفرسان" في العام 1995، وبجلناه لعلمه وخلقه وإخلاصه لإعمار وإنارة المحروسة في شخصية "علي مبارك" بمسلسل "بوابة الحلواني" أعوام 1995 و1996 و2000.

أكد "هاشم" على براعته التمثيلية في الأدوار التاريخية عبر تجسيده لشخصية "عبد اللطيف البغدادي" أحد ضباط ثورة يوليو، بفيلم "ناصر 56" في العام 1996، وصوته المعبر عن لحظات الأمل والقلق في أوقات التقدم نحو قرار التأميم المصيري، وعبارات "هاملت" تراود فكر "ناصر" وأعوانه بكلمته الشهيرة "أكون أو لا أكون".

جاءت تلك البراعة في الأعمال المذكورة، عبر أداءه المميز في دور ضابط المخابرات المخطط للحظات المصيرية في التاريخ الحديث للأمة المصرية بمسلسلي "رأفت الهجان ج3" في العام 1992، و"الثعلب" في العام 1993 وقت الإعداد الكبير للحلم المستحيل بعبور اليأس بزورق الرجاء، وهو ما تجسد في عبور أكتوبر العظيم في العام 1973.

يعشق التاريخ من يعشقه، وهو ما برز في حب التاريخ لصوت "هاشم" الدافئ الأمين في نقله لمجريات أحداثه، عبر سلاسة الأداء وروعة التمثيل في شخصية "مصطفى باشا فهمي" بمسلسل "مصر الجديدة" في العام 2006، والذي تناول ماهية مصر بتاريخها الحديث من خلال شخصيات كونت تلك الفترة بعيون "هدى شعراوي" رائدة المرأة المتحررة.

تتوالى الشخصيات بين "المستكفي" في مسلسل "الإمام بن حزم" في العام 1999، و"نور الدين محمود" بمسلسل "نسر الشرق" عامي 1999 و2000، والملك "فردناندو" بمسلسل "رياح الشرق" في العام 1998 الذي وضع الكلمة الأخيرة بسقوط الأندلس مع زوجته "إيزابيلا" بأداء جهوري متزن، يدل على صلابة الملك ورباطة جأشه.

هذه المسيرة الحافلة، لم تأتي صدفةً بل جاءت عبر مخزون ثري وغزير، بعمله مذيعًا وممثلاً ومشرفًا على البرامج المذاعة باللغة العربية في إذاعتي باريس ومونت كارلو، متاخمًا للأحداث بحلاوتها ومرارتها، مع إقامته الموزعة على مدار ثلاثة عشر عامًا ما بين باريس والجزائر، متنسمًا ربيع الشرق ونسيم الغرب.