"المتهمون جعلوا أنفسهم رقباء على الأخلاق".. تحقيقات مقتل "سيدة السلام"
كشفت نيابة القاهرة تفاصيل
حادث سقوط «سيدة السلام» من الطابق السادس واتهام صاحب العقار وزوجته والحارس
بقتلها، بعد اتهامها بممارسة الرذيلة.
أفادت التحقيقات بأنه
بالمناظرة الأولية لجثة المجني عليها تبين أنها كانت ترتدي كامل ملابسها وقت وقوع
الجريمة عبارة عن «ترينج»، أن سبب الوفاة تهشم في الجمجمة، وقررت النيابة حبس
المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطالبت الأجهزة الأمنية استكمال التحريات
والاستماع إلى أقوال شهود عيان من سكان العقار.
ذكرت التحقيقات أن
المتهمين قاموا باقتحام شقة المجني عليها بحجة ممارسة الرذيلة، وجعلوا
من أنفسهم رقباء على أخلاقها والمجتمع ولم يبلغوا الجهات الرسمية بالواقعة، فتم التعدي
عليها بالضرب وكذلك الشخص الذي تم العثور عليه بصحبة المجني عليها داخل شقتها،
مما دفع الضحية تقفز من شرفة المنزل رعبا من المتهمين وخوفا من الفضيحة وسط تواجد
عدد كبير من سكان العقار.
كان ضباط قسم شرطة
السلام تلقي بلاغا، من أحد سكان العقار بسقوط سيدة من الطابق 6 بدائرة القسم انتقل
ضباط المباحث إلى مكان الحادث، وبالفحص والتحريات تبين أن المتوفية تدعي «د.ص» 34
سنة، تعاني من كسور في الجمجمة، تم تحرير محضر وإخطار النيابة العامة ونقل الجثة إلى
المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة.
واستمعت الأجهزة
الأمنية إلى أقوال شهود عيان من سكان العقار وفي البداية أكد صاحب العقار أن
المجني عليها تمر بأزمة نفسية وأقدمت على الانتحار بإلقاء بنفسها من الطابق
السادس.
وكشفت التحريات تورط
صاحب العقار وزوجته والحارس في وفاة المجني عليها والتسبب في سقوطها من أعلي بعد
أن تعدوا عليها بالضرب وتحطيم باب شقتها بدعوى مشاهدة رجل معها داخل شقتها. وعقب
تقنين الإجراءات والتحريات تم ضبط المتهمين وتحرير محضر بالحادث، وإحالتهم على النيابة
العامة للتحقيق.
فيما اتهم شقيق المجني
عليها صاحب العقار وزوجته و4 آخرين بقتلها شقيقته بإلقائها من الطابق السادس، بعد
الشك في سلوكها بوجود علاقة بينها وبين شخص آخر، مشيرا إلى أن شقيقته موظفة في
عيادة النساء والتوليد في منطقة السلام، وسمعتها معروفة للجميع.
كشف شقيق المجني عليه
حقيقة الرجل الذي عثر عليه داخل شقة شقيقته المجني عليها، وقال في التحقيقات إنه
«عامل أنابيب معروف في المنطقة طالع شقة أختي لتغيير لها الأنبوبة»، مبررا وجوده
في وقت متأخرا من الليل بسبب انشغالها طوال النهار في عملها كممرضة.
تابع، أن باب شقيقته
لم يغلق في وجود عامل الأنابيب، ولم يتم كسره كما تردد إنما دخل عليهما 6 أشخاص
بينهم صاحب العقار وزوجته والحارس وتعدوا عليهما بالضرب، وطلبوا منها خلع ملابسها
لتصويرها عارية وتقديمها للأجهزة الأمنية، مؤكدا أن المجني عليها تصدت لهم رفضت
طلبهم فتم إلقاؤها من الطابق السادس.
وأكد أن شقيقته «وزنها
مليان وسور البلكونة عالي عليها فمن الصعب أن تلقي نفسها منه دون تدخل من
الأخرين»، وأضاف أن المجني عليها كانت متزوجة منذ فترة ولديها 3 أطفال من زواجها
أكبرهم الصف الأول الثانوي.
فيما استنكر المجلس
القومي للمرأة وقوع الحادث وسقوط المجني عليها من الطابق السادس بمجرد الشك في
سلوكها، وأعربت الدكتور مايا مرسي رئيس المجلس عن حزنها في بيان رسمي، وقالت:
«نرفض كل أشكال العنف البلطجة ضد المرأة، ومصر ستظل دائما ترفع راية القانون ودولة
مؤسسات وترفض قيام مجموعة من الأفراد بالاعتداء على بعضهم البعض داخل المجتمع».