الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أولاد الذوات".. قصة أول فيلم ناطق بالعربية في السينما المصرية

لقطة من فيلم أولاد
لقطة من فيلم "أولاد الذوات"

تحل اليوم الذكرى التاسعة والثمانون لصدور أول فيلم ناطق باللغة العربية في السينما المصرية، تحديدًا يوم 14 مارس 1932 بعنوان "أولاد الذوات" لعميد المسرح العربي يوسف بك وهبي الذي نجح بحفر اسمه في عالم الريادة بإدخاله الصوت بالفيلم عبر تسجيله بستوديوهات باريس.


يُعد هذا الفيلم، الثاني في تاريخ أمينة رزق السينمائي عقب فيلمها الأول الصامت سعاد الغجرية عام 1930.

عرفت السينما المصرية الأفلام الناطقة عقب هوليوود بخمس سنوات، حيث دخل الصوت في السينما الأمريكية في العام 1927 عبر أول فيلم ناطق بعنوان "مطرب الجاز".


ضم الفيلم نخبة من نجوم العصر الذهبي للسينما، في فترة الثلاثينات وهم : "سراج منير"، "حسن فايق"، "دولت أبيض"، "أنور وجدي"، والممثلة الفرنسية "كوليه دو أرفيي".

غنت سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" عبر إسطوانة حجرية ضمن أحداث الفيلم، أغنية "ياما أمَّر الفراق" من كلمات شاعر الشباب "أحمد رامي"، وألحان "زكريا أحمد" في لقطة وجود الممثله "كوليت دو أرفيي" مع "يوسف وهبى" فى العوامه.

يروي الفيلم قصة واقعية حدثت في العام 1931 من خلال قصة الشاب المصري "علي فهمي" ، الذي تعرف على امرأة فرنسية في لندن وتزوجها، وبعد فترة قصيرة أطلقت عليه النار وأردته قتيلاً.

كانت المفاجأة أن المحامي المكلف بالدفاع عن هذه السيدة، راح يهاجم الرجل الشرقي ويصفه بالهمجي والوحشية الجنسية، كي يقنع العالم أن قتله جزاء عادل له.

الشيء الغريب أن المحكمة اقتنعت بكلام المحامي الذي لم يقدم دليلاً واحدًا على وحشية الرجل الشرقي، وأصدرت حكمًا ببراءة "مارجريت" مرتكبة الحادث.

ترجم "وهبي" تأثره بتحويل القضية إلى سيناريو سينمائي، وإشترك معه في كتابة السيناريو صديقه المخرج "محمد كريم" الذي درس السينما في "برلين"، وأقنعه "وهبي" بإخراج أول فيلم ناطق حتى تصل الرسالة منطوقة للعالم الغربي، عبر فيلم مصري يدافع ببسالة متناهية عن الشرق ورفضه لاتهامه بالوحشية والهمجية.

حرص "كريم" على إخراج الفيلم بين مصر وفرنسا، طبقًا للأحداث الحقيقية التي وقعت في الواقع وأحدثت دويًّا هائلاً في الأوساط المصرية والفرنسية.

ذكر "وهبي" إرهاصات أول فيلم ناطق بالسينما المصرية، ببرنامج "سينما القاهرة" بالتليفزيون المصري في العام 1971، مع مقدمة البرنامج النجمة "ناهد جبر".

أثار الفيلم عقب عرضه، ردود أفعال غاضبة من قِبل الجالية الفرنسية بالقاهرة، بسبب تقديم المرأة الفرنسية كاذبة، وعاشقة للمادة، ولذا تعرض لهجوم كبير من جانب الصحافة الفرنسية، كما تم رفع العديد من الدعاوى القضائية من جانب الفرنسيين المقيمين في القاهرة للمطالبة بمنع عرضه.

واجه الفيلم صعوبات إنتاجية ورقابية كبيرة ولكن رغم ذلك خرج بصورة مشرفة وأصبح من العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية.