الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«قصيدة الشهيد».. سيمفونية عبد الوهاب في رثاء نسر الجيش المصري

الفريق عبد المنعم
الفريق عبد المنعم رياض مع الزعيم جمال عبد الناصر

يأتي شهر مارس من كل عام، محلقًا في سماء الكون بنفحات عطرة عبر دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل بقاء الوطن، وأول تلك النفحات كانت في 9 مارس من العام 1969 يوم استشهاد نسر الجيش المصري ورئيس أركانه، الفريق "عبد المنعم رياض" يوم زيارته للجبهة أثناء الإعداد لملحمة الصمود والتحرير بإيعاز من وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه ديان"، الذي ضرب الموقع معتقدًا أن بقتله للنسر المصري، يتوقف البناء الملحمي لأمنية التحرير.


(نياشين عبد المنعم رياض أثناء جنازته)

عقب إعلان نبأ رحيل الفريق في عُرسه الحزين، تحركت مشاعر الشاعر "عبد المنعم الرفاعي" الفياضة بالقوافي أثناء جنازته المهيبة في وسط القاهرة، والناس تحتشد على أسطح البيوت لتوديعه في مثواه الأخير، وخلفية الكلمات المنظومة تُزين بألحان موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، في قصيدة "الشهيد".


(الشاعر عبد المنعم الرفاعي)

جاءت القصيدة لترد على الاستفزاز الإسرائيلي، مؤكدةً على أن الملحمة لا تنضب بفقدان أبنائها لقدرة الأرض الطيبة على إنجاب الآلاف من أجل تحقيق الحلم المطلوب.


(موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب)

ترنم الموسيقار بكلمات التبتل الشعرية في وداع "أحمس بن أبانا القرن العشرين"، والتي تقول :

ياخيال النصر فى يوم الفدا عز مســـــــراك وعز المفتدى
كبَّرت لـــــما تلقتك الربى وجثا الشـــــــط وحياك المدى
لك ما غنى وثنى وشــــــدا طائر الدوح وما الحادي حدا
والدوالي الخضر رواها الندى وندائي كلـــــــما طاب الندا
عبرت روحك أطراف الحمى وسرت فى كل ســـــمع نغما
مـــــن ظلال الله مدت ظلها فهي نور الله أرضًا وســـــــما
ورويت الأرض عطرًا ودمًا ودعـــــاك الــثأر أن تنــــتقما
وفلســــــــطين خيال كلما هاج كالشــــــــــــوق تجلى وبـــــدا
مارد من عســــكر الجند إنبرى يذهل الســهل ويحتل الثرى
حامل رشــــاشــــه منطلق لا يـــــــبالي لهبًا أو عســـــكرا
خلف الذل بعيدًا وجرى وارتدى ثوب الــــــردى واعــــتبرا
يدرك المرمى يرى أو لا يرى ثــــم يـــــلقى ربه مــستشهدا
دخل الجنة موفور الــــسنا وحنا العرش عـــــــــــليه ورنا
ما ثل فى طرفه طيف الحمى فهو فى الفردوس يبكي الوطنا

والفدائي بأطراف القناة يكتب النصر ويملي الــــمــــــوعدا


(تغطية الصحف لجنازة عبد المنعم رياض)

كلمات مغناة وثقت بشكل مستديم لذكرى شخص عظيم، وضع قواعد العبور العظيم، في لحظات البناء والتحدي وقت حروب الاستنزاف مرتبًا من جديد قواعد البيت المترهل عبر هزيمة حرب الأيام الست، مستلهمًا صفحات الماضي البعيد، القريبة من صفحات العصر الحديث وذلك في ملحمة الأجداد بصمودهم وتحريرهم لمصر من الهكسوس عبر "سيكننرع"، "كاموس"، و"أحمس".


(جنازة عبد المنعم رياض)

قام "محمد عبد الوهاب" بتوزيع اللحن على طريقة المارشات العسكرية من خلال الآلات النحاسية المتماشية مع الكلمات المرتبطة بالمضمون العسكري في أوقات النصر والمحن، لتحفيز الجميع على الصمود أمام الصعاب في أوقات البناء والتعمير، وهو ما تحقق في يوم السادس من أكتوبر في العام 1973 عبر العبور العظيم الحامل لأحرفه الأولى من بصمات الفريق "عبد المنعم رياض".