«معجون سام وهواتف ملغومة».. تقرير خطير يفضح 2700 عملية اغتيال إسرائيلية
علا سعدي
سلط كتاب إسرائيلي جديد الضوء على عمليات الاغتيال التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية على مدار 70 عاما من خلال معجون أسنان مسمم، ويستغرق شهرا لإنهاء حياة الهدف، الطائرات المسلحة دون طيار، تفجير الهواتف المحمولة، قنابل التحكم عن بعد، واستهدفت المخابرات علماء الأعداء وكشف علاقات العشق السرية لرجال الدين.
وبحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية فإن الكتاب الجديد لمراسل المخابرات بصحيفة يديعوت أحرنوت، رونين بيرجمان، و يكشف عن 2700 عملية اغتيال خلال 70 عاما، ويروي الكتاب قصص الموساد والشين بيت والجيش ويظهر الكتاب بعض الأسماء الحقيقية ، ويعد أول كتاب يلقي نظرة شاملة على استخدام إسرائيل عمليات القتل التي ترعاها دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن رونين كتب الكتاب استنادا إلى 1000 مقابلة وحصوله على آلاف الوثائق، ويكشف الكتاب أن إسرائيل استخدمت عمليات الاغتيال ضد أعدائها ما أسفر عن مقتل نصف عشرات العلماء النوويين الإيرانيين بدلا من شن هجوم عسكري، ويقول الكتاب أيضا إن إسرائيل استخدمت التسمم الإشعاعي لقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ولكن رونين لا يؤكد ذلك وقال إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تمنعه من الكشف عن ما يعرف.
ولفتت الصحيفة إلى أن عنوان الكتاب جاء من الكتاب المقدس لليهود، ويحمل الكتاب عنوان “إذا كان شخص جاء ليقتلك، انهض واقتله أولاً”، وأوضح روبين أن سبب تسمية الكتاب الشخاص الذي قابلهم أشاروا إلى هذا المقطع كان المبرر لقيام عملهم واعتبروا تنفيذ هذه العمليات هي اعمال حرب مشروعة.
ويقول رونين “على الرغم من المقابلات العديدة التي أجريت مع رئيس الوزراء السابق إيهود باراك وإيهود أولمرت، إلا أن الأجهزة السرية الإسرائيلية سعت للتدخل في عمله، وعقد اجتماعا في عام 2010 حول كيفية تعطيل أبحاثه وإنذار موظفو الموساد السابقون بعدم التحدث معه”.
ويشير رونين إلى القيود المشددة التي تفرضها الولايات المتحدة على عملائها من إسرائيل إلا أن الرئيس دبليو بوس اعتمد العديد من التقنيات الإسرائيلية بعد هجمات 11 سبتمبر 2011، وأيضا الرئيس باراك أوباما وافق على مئات عمليات القتل المستهدف.
ويقول روبين “أنظمة القيادة والتحكم وغرف الحروب وأساليب جمع المعلومات وتكنولوجيا الطائرات دون طيار التي تخدم الأمريكيين الآن وحلفائهم تطورت إلى حد كبير بفضل إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أن الكتاب يعطي تاريخا محكما للشخصيات والتكتيكات من مختلف الخدمات السرية، وفي السبعينيات اتجه رئيس جديد لعمليات الموساد لفتح مئات الشركات التجارية في الخارج بفكرة أنها قد تكون مفيدة يوما ما، على سبيل المثال، أنشأ الموساد شركة أعمال الشحن البحري في الشرق الأوسط التي أصبحت بعد سنوات توفر غطاء للفريق الذي في المياه قبالة اليمن.
وأوضح رونين أن كان هناك الكثير من الإخفاقات، وخاصة بعد قتل جماعة فلسطينية رياضيين إسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ عام 1972، أرسلت إسرائيل عملاءها لقتل الجناة وأطلقت النار على أكثر من رجل لم يتم التعرف عليه، وكان هناك أيضا عمليات ناجحة وتسببت بأضرار كبيرة في أهداف السياسية الإسرائيلية.
ويثير رونين المخاوف الأخلاقية والقانونية لعمليات القتل التي ترعاها الدولة، حيث يوجد أنظمة قانونية منفصلة للوكالات السرية عن بقية إسرائيل.
وفي كتاب رونين علق الكثيرون على الحاجز الذي تبنيه إسرائيل على طول الضفة الغربية وداخلها لوقف الاعتداءات على المواطنين الإسرائيليين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يقول رونين “سبب البناء عمليات القتل التي نفذها الفلسطينيين ضد الإسرائيليين”، وكان أحد مصادره مئير داجان رئيس الموساد الذي ترأس الموساد لمدة 8 سنوات، وتوفي في مطلع عام 2016، وفي نهاية حياته المهنية، وقع داجان في خلاف جزئي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن شن هجوم عسكري على إيران، وقال نتنياهو ” تقنيات الاستخبارات مثل بيع الأجزاء الخاطئة لإيران لمفاعلاتها – التي قامت بها إسرائيل والولايات المتحدة – لم تكن كافية”.
بينما أصر داجان أن هذه التقنيات وخاصة الاغتيالات ستؤدي المهمة، ويقول رونين “أن العديد من عمليات الاغتيالات وقعت ولم تحدد علي انها اغتيال او استهداف اشخاص مثل وقوع حادث لاتوبيس به 25 الف شخص ويفقد منه 100 شخص ما جعل من الصعب تحديد السبب الحقيقي للقتل ودائما يلقي اللوم علي السائق”.