السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

شهيدة الحب الإلهي.. قصة أول الأفلام عن رابعة العدوية

عايدة هلال في فيلم
عايدة هلال في فيلم (شهيدة الحب الإلهي)

في ذكرى الإسراء والمعراج، يتبادر لأذهاننا عبر الوسيط السينمائي الأفلام المتناولة للأحداث الدينية المختلفة، خاصةً لحظات الزهد والتبتل لله سبحانه وتعالى وهو ما عرفناه في فيلم "رابعة العدوية"، أول أفلام نجمة مصر الأولى "نبيلة عبيد" في العام 1963، والذي تناول حياة شاعرة العشق الإلهي ورائدة الزاهدين بنقاط تحولاتها من نقيض إلى نقيض.


(أفيش فيلم شهيدة الحب الإلهي)

لم يكن فيلم "رابعة العدوية" للمخرج "نيازي مصطفى" والمؤلفة "سنية قُراعة" الأول عن حياة رائدة العاشقين بل سبقه فيلمًا نادرًا، في العام 1962 تأليف وإخراج "عباس كامل"، وسيناريو وحوار "إبراهيم الإبياري" بعنوان "شهيدة الحب الإلهي".


(رشدي أباظة في شهيدة الحب الإلهي)

عُرض الفيلم يوم 10 فبراير من العام 1962، وقامت ببطولته النجمة اللبنانية "عايدة هلال" في دور "رابعة العدوية"، وشاركها البطولة كلاً من : "رشدي أباظة"، "حسين رياض"، "محمد الطوخي"، "صلاح جاهين"، "كريمان"، "توفيق الدقن"، "كوثر العسال"، "عبد الرحمن أبوزهرة"، "نوال أبو الفتوح"، "نظيم شعراوي"، "هدى شمس الدين"، "نجوى فؤاد"، والطفلة "بوسي" في دور "رابعة" وهي طفلة.


(كتيب فيلم شهيدة الحب الإلهي)

قامت المطربة اللبنانية المصرية "سعاد محمد" بالبطولة الغنائية كصوت لرابعة "عايدة هلال"، مثلما حدث في فيلم "رابعة العدوية" باستخدام صوت "أم كلثوم" لرابعة "نبيلة عبيد".

قام بكتابة الأغاني "صلاح جاهين" و"عبد الفتاح مصطفى"، مع الإستعانة ببعض أغاني التراث العربي القديم، ولحن الأغاني الموسيقار الكبير "رياض السنباطي"، والموسيقار "أحمد صدقي".


(أغنية من فيلم شهيدة الحب الإلهي)

يتناول الفيلم قصة حياة شهيدة الحب اﻹلهي "رابعة العدوية" منذ بدايتها البائسة حين وهبها والدها، وانخطرت في حياة اللهو والمجون، قبل أن توجه جل وقتها وجهدها للتعبد.


(بوستر فيلم شهيدة الحب الإلهي)

سار الفيلم على السياق التاريخي، من خلال الدقة في تناول أحداثه طبقًا للحقائق التاريخية وذلك بإظهارها في حياة اللهو والمجون والرقص ثم إكتفائها بالغناء بعد أن تعرفت على الشيخ "رباح بن عمرو" (محمد الطوخي)، وتحولها كُليةً للعبادة والتبتل مما أغضب الأمير " ربيع بن زياد" (رشدي أباظة) الذي إشتراها كجارية ومارس عليها العديد من أنواع التعذيب وهي تسبح الله وتحمده إلى أن أطلق سراحها وأصبحت "شهيدة الحب الإلهي" رافضةً الزواج من "ربيع بن زياد" الذي أرادها زوجةً له عقب توبته النصوحة، وتواري الثرى و"ربيع بن زياد" يبكي بلباس النُسك أمام قبرها، مكفرًا عن ذنوبه.


(أغاني فيلم شهيدة الحب الإلهي)

لم يكتب للفيلم النجاح، مثلما كُتب النجاح لفيلم "نبيلة عبيد" وذلك للسخاء الإنتاجي للأخير أكثر من سابقه، ولكن إن أردنا الموضوعية التحليلية فالفيلم الأول كان أكثر مصداقيةً في تناوله التاريخي والواقعي ولكن لفقدان نسخته، لم يتح له فرصة التقييم الموضوعي حتى نختارالأفضل بين الرابعتين.


شارك الممثل الكبير "حسين رياض" بالفيلمين، ففي الفيلم الأول "شهيدة الحب الإلهي"، لعب دور والد رابعة الصياد البصري الذي باع إبنته بسبب الفقر أما في الفيلم الثاني، لعب دور الزاهد "الشيخ ثوبان" في أروع وأجمل أدواره.

في العام 1966، جسدت "عايدة هلال" دور "مريم المجدلية" في الفيلم اللبناني "مريام الخاطئة" التي بكت ودموعها سقطت على أقدام المسيح الذي أقر بأن مسحها لدموعها من على قدميه كفر عن آثامها وخطاياها.

كان هذا الفيلم هو نقطة الختام لحياتها السينمائية، لتتفرغ تمامًا لعمل الدوبلاج العربي للأفلام الكارتونية مثل : "غريندايزر" 1977، "ساسوكي" 1980، "ساندي بل" 1981 حتى وفاتها في العام 1987 وكأن "رابعة"، و"مريام" قد أوصلاها لعالم البراءة والطفولة في أيامها الأخيرة.