الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«موسيقار الأجيال».. قصة غناء محمد عبد الوهاب لـ «الأنجلو آراب»

الرئيس نيوز

يأتي شهر مارس، ومعه ذكرى شخصيات عظيمة لازالت تنضح بكل ما هو جديد، وهي موارية الثرى كدليل مؤكد على أنها لازالت تؤثر فينا بديمومة ما تركته من إرث عظيم لا يعرف الذبول أبدًا.


(موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب)

الموسيقار "محمد عبد الوهاب"، المُلقب بالعديد من الألقاب المعبرة عن ريادته الغنائية والموسيقية، من زهور شهر مارس حيث ولد في 13 مارس من العام 1902، و لازالت ألحانه وأغانيه له ولغيره تردد بالألسنة والأفئدة المرتوية برُقي كلماته ونغماته مع توقه المستمر للتجديد والتغيير، بناءً على ما تعلمه من أمير القوافي "أحمد شوقي".


(الإذاعي عبد الحميد الحديدي)

في أوائل الستينيات، خرج علينا "موسيقار الأجيال" بتجربة جديدة لم تكن في مخيلة محبيه ومستمعيه، ألا وهي تجربة غناء تيمة "الأنجلو آراب" والتي انتشرت عبر المطرب الشعبي "عبد العزيز محمود" من خلال أغنيته "لوليتا"، وتزامن دخولها مع تيمة "الفرانكو آراب" عبر الموسيقار الباسم "محمد فوزي" بأغانيه الشهيرة التي لحنها ل"داليدا"، "كريم شكري"، و"أورلاندو" مثل : "يا مصطفى يا مصطفى"، "فطومة"، "علي بابا".


(الإذاعي والشاعر فاروق شوشة)

من المعروف أن "عبد الوهاب" لم يُقدِم على الدويتوهات الغنائية إلا بعد تفكير كبير واختيار عميق، كانت أغلبها مع المطربات عبر الوسيط السينمائي، مثل: "رجاء عبده"، "ليلى مراد"، "راقية إبراهيم"، "نور الهدي"، "أسمهان"، و"نجاة علي".

لم يسبق له من قبل الغناء في ثنائيات مع مطرب، إلى أن شاءت الأقدار بحدوث تلك اللحظة الفارقة في ستينيات القرن الماضي من خلال استماعه لصوت عريض يغني بالإنجليزية للمطرب الأمريكي ذو الأصول الإيطالية "فرانك سيناترا"، بالبرنامج الأوروبي في عهد رئيس الإذاعة "عبد الحميد الحديدي".


(المطرب سمير الإسكندراني)

هاتف الموسيقار الكبير رئيس الإذاعة، سائلاً عن المطرب الأجنبي الذي إستمع له ليرد على الفور بأنه مصري من حي الغورية، يُدعى "سمير الإسكندراني" مذيع اللغة الإيطالية بالبرنامج الأوروبي ومطرب يغني لأساطين الأغنية الغربية.


(الشاعر حسين السيد)

طلب "موسيقار الأجيال" مقابلة المطرب الشاب، وتمت المقابلة بوجود الشاعر "حسين السيد"، وعازف الكمان "أحمد الحفناوي" وغنى "سمير الإسكندراني" أمامهم وجاء رد "عبد الوهاب" على الفور قائلاً: "لو كان عندي صوت زي صوتك كنت خربت الدنيا؟!".

أعتقد المطرب الصاعد بأن ما قاله الأستاذ، إهانة له فقام بلملمة أشباءه وبكى مع نفسه، وأخذ الأستاذ يبحث عنه عبر الإذاعة إلى أن وصل لرقم الهاتف المنزلي، وشرح لوالدته ما كان يقصده بعبارات الثناء والتقدير لصوته الجهوري، ليأتي التعاون المثمر بينهما عبر تيمة "الأنجلو آراب".


(عازف الكمان أحمد الحفناوي)

بدأ التعاون بينهما عبر كلمات الشاعرة "ريتا شكري" من خلال أغنية "لا تهجرني" التي لحنها الموسيقار المخضرم، وشارك المطرب الصاعد في غنائها.

غني "سمير الإسكندراني" الجزء الإنجليزي، وأكمل الأستاذ بقية الأغنية بالعامية المصرية، في تجربة مثيرة وفريدة للموسيقار الرصين.

تمت إذاعة الأغنية عبر أثير "صوت العرب" دون علم الأستاذ، وقدم لها المقدمة التحليلية الإذاعي الكبير الشاعر "فاروق شوشة" ، ليُفاجأ الموسيقار المخضرم باتصالات المحبين والمعجبين مهنئين له على ريادة التجربة ونجاحها مما حمسه لتلحين أغنية أخرى على نفس النطاق للمطرب الشاب بعنوان "النيل الفضي"، التي عزف لها الموسيقار بعوده المقدمة الموسيقية.

فتحت تلك التجربة أبواب الشهرة، للمطرب "سمير الإسكندراني" بتعاونه المثمر مع الشاعر "حسين السيد" عبر أجمل الأغاني مثل : "حبايب الحب"، "آه يا جميل"، "قال جاي وشايل كام وردة"، "قمر له ليالي".