الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

«اختلاف الزمن وتأخر العرض».. تباين ردود الأفعال على مسرحية «بودي جارد»

الرئيس نيوز

منذ إعلان منصة "شاهد" التابعة لشبكة قنوات "mbc" عن حصولها على حق عرض مسرحية "بودي جارد" للزعيم عادل إمام، والجميع في حالة ترقب وانتظار للعرض التليفزيوني الأول للمسرحية التي مر على أخر عرض جماهيري لها ما يزيد عن 20 عاما، وفور عرض المسرحية عبر منصة "شاهد"، بدأت تنتشر ردود أفعال متباينة عبر مواقع التواصل الإجتماعي على المسرحية.

ولأن التفاصيل تتوه دائما بين اختلاف الأراء وتباينها حول أي عمل فني، دون البحث عن الأسباب التي تؤدي لنجاحه أو فشله، قرر "الرئيس نيوز" البحث عن التفاصيل لكشف الأسباب التي يبني عليا كل فريق رأيه سواء من منتقدي المسرحية أو المشيدين بها، كما نتحدث مع بعض النقاد والكتاب حول أرائهم في المسرحية.

سر تأخر عرض المسرحية كل هذه السنوات

بالطبع كانت هناك أسباب رئيسية في تأخر العرض التليفزيوني الأول لمسرحية "بودي جارد"، حيث كانت هناك خلافات مع الشركة المنتجة للمسرحية والشركة التي اشترت حقوق عرضها حينها، وهو ما تسبب في دخولها الأدراج كل هذه السنوات، وكانت المشلكة ليست الحفاظ على المسرحية لتحقيق ارباح، بل كان مجرد عند بين الشركة المنتجة ون اشترى حقوق اذاعتها، وهو ما أضر بها كثيرا، خاصة أن الرهان الصائب هو عرض المصنف الابداعي في فترة قصيرة واتاحته للجمهور طالما استنفذ اغراضه، حتى جاء تركي آل شيخ وقام بشراء حق عرضها لصالح منصة "شاهد" بعد مرور ما يزيد عن 20 عاما من أخر عرض جماهيري لها.

كتاب ونقاد يتحدثون عن أسباب فشل مسرحية "بودي جارد"

مجدي الطيب : مستواها الفني ضعيف وكانت مؤشر لابتعادعادل إمام عن المسرح

الناقد الفني مجدي الطيب تحدث في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" قائلا : بالطبع لا يمكن الحكم على المسرحية حاليا خاصة أن مقاييس التقييم تغيرت وتبدلت بعد مرور سنوات طويلة على أول عرض جماهيري للمسرحية، وأي عمل فني من الممكن أن يكون لك رأي ايجابي توقيت عرضه، ولكن من الممكن أن يتغير هذا الرأى بمرور الزمن، لأن الثقافات والخلفيات تتغير وتختلف من زمن لأخر.

واضاف الطيب، ستجد أن الجيل الجديد بالكامل لم يعجب بالمسرحية على الإطلاق ولا بمستواها وهو ما ظهر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الأجيال الجديدة اعتبروها كرتونية، وأضيف إلى ذلك أن تأخر عرض المسرحية كل هذه السنوات أضر بها كثيرا، وقال :"كان لابد من عرضها لتوثسقها تاريخيا حتى لا تظل في الأدراج لسنوات طويلة وتنتهى تماما، ولذلك انا مع عرضها حتى لو كانت غير جيدة، وعرضها في أي وقت حتى لو كنا نعيب تأخر هذا العرض إلا أنه أمر واجب للتوثيق واختلاف الأذواق قد يكون سببا رئيسيا في عدم الرضا عنها، ومهمة النقاد والباحثين تقييم العمل الابداعي وليست مهمة الجمهور".

واضاف الطيب، أذكر اثناء عرض مسرحية "بودي جارد" في توقيتها أنها لم تحقق الشهرة والبريق والنجاح الذي حققته مسرحيات قديمة أخرى مثل "الزعيم" و"الواد سيد الشغال" وأيضا ما قبلها من مسرحيات، ولم يكن للمسرحية بريق يتوازى مع باقي أعمال عادل إمام في المسرح، وارى أن مسرحية "بودي جارد" كانت مؤشر وسبب لتوقف الزعيم عن تقديم المسرح، مشيرا أن عادل امام استشعر الخطر بعد هذه المسرحية، ولم نكتشف اليوم أنها ضعيفة بل كانت في توقيتها أيضا ضعيفة وأقل من أعماله السابقة، وكانت تشير لوجود خلل فيها.

وعن استمرار عرض المسرحية لمدة تصل إلى 10 سنوات تقريبا قال : "كانت هناك ظاهرة المسرح السياحي وتأتي طائرات ركاب خليجيين لمشاهدة المسرحيات"، وكان حينها المسرح تجاري بشكل أكبر من الوقت الحالي.

عبدالله غلوش : رفع سقف التوقعات قبل العرض اصاب الجمهور بصدمة بعد العرض

فيما رأي الكاتب عبدالله غلوش أن مسرحية "بودي جارد" جيدة وليست بالسوء الذي ظهر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وقال :"متحاولش تقنعني ان مسرحية قعدت أكتر من ٧ سنين بتتعرض والعالم العربي كله كان بيزور مصر عشان يتفرج عليها، انها مسرحية فاشلة او انها مبتضحكش، لكن الحكاية باختصار ان لكل عصر ضحكه وطريقته وافيهاته"، وأضاف، "يمكن لو اتعرضت في وقتها اكيد حكمك عليها هايكون مختلف، لكن متبقاش مشير مهرجان اخواتي في زمن الجاهلية ومنتظر انك تضحك على إفيه قالته مدام رغدة من اكتر من ٢١ سنة"، واستكمل غلوش حديثة قائلا : "المود العام اختلف والمسرحيات القديمة اللي لسه بنضحك عليها لغاية النهارده مرتبطة في اذهاننا بذكريات معينه من اول مرة شوفناها فيها، المسرحية زيها زي الزعيم والواد سيد الشغال، مشهد او مشهدين بتضحك عليهم والباقي لا ، لكن بحكم البروباجندا اللي صاحبت عرضها وفكره منعها كل السنين دي هي اللي رفعت سقف التوقعات واتصدمنا في النهاية بعد العرض".

أيمن سليم : كان من الأفضل انتاج مسرحية جديدة بدلا من شراء حق عرضها

وتحدث السيناريست أيمن سليم قائلا : مسرحية "بودي جارد" باهته وعرضها بعد كل هذه السنوات أضر بها ولم يفيدها على الإطلاق، وأضاف، "طالما الزمن مختلف والإفيهات بتختلف والمسرحية كانت حلوة فى وقتها، بيعرضوها دلوقتى ليه ؟!، طالما مابقتش تضحك و لا ليها أى ميزة حاليًا قرروا يفرجوها للناس ليه ؟ و لا هما عملوا زى الست اللى كانت راهنة دهبها و قالت أبيعه بقى و خلاص بدل الركنة لحسن يرخص!".

وقال : "فى رأيى إن فى مسرحيات أقدم منها ما زالت تشاهد و ناجحة و بتضحك، بلاش تطبلوا فى أى حاجة بقى و تلتمسوا أعذار الجمهور غير مجبر عليها، دى مسرحية بالنسبة للجمهور جديدة طالما لا تصلح يبقى ماتتعرضش أصلًا هنفضل بقى نحليها بالعافية عشان نطبل للى اشتروها ونحسسهم إنهم عملوا إنجاز ؟!"، وأنهى حديثة قائلا : ""كانوا أنتجوا مسرحية لوجوه جديدة أحسنلهم على الأقل كانت كل الإيحاءات الجنسية و قلة الأدب و القيمة دى كانت هتتوقف فى الرقابة و مش هتتعمل".