السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أمام توافق مصرى سودانى.. إثيوبيا تراوغ وترفض الوساطة في أزمة سد النهضة

الرئيس نيوز

فى محاولة لخلخة الموقف المتجمد تقدم السودان بمقترح مؤيد من مصر، يستهدف تطوير آلية مفاوضات سد النهضة من خلال تكوين رباعية دولية تشمل بجانب الاتحاد الإفريقي كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في المفاوضات تحت رعاية وإشراف الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، وذلك لدفع المسار التفاوضي قدماً ولمعاونة الدول الثلاث في التوصل للاتفاق المنشود في أقرب فرصة ممكنة، وفي ضوء رعاية الإتحاد الأفريقي لمسار المفاوضات الحالية.

رغم تأكيد الجميع على أهمية الوصول إلى إتفاق قانونى قبل بدء الملء الثاني للسد برغبة إثيوبية منفردة، إلا أنها أعلنت عدم تجاوبها وقبول أى وساطة أمريكية أو غيرها، في تصريحات للمتحدث الرسمى للخارجية الاثيوبية دينا موفتى، بأن أديس أبابا على استعداد لاستمرار التفاوض تحت رعاية الاتحاد الإفريقى فقط، ويمكن للأطراف الأخرى المقترحة أن تحضر كمراقبين فى المفاوضات إذا استكملت، وهو ما يؤدى إلى إستمرار تجمد المفاوضات، وعدم نجاح الاتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث قبل شهر يوليو المقبل، وفى ظل غموض موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بعد أن رفضت ربط العقوبات بأزمة سد النهضة.

كما أكدت الكونغو الديمقراطية فى بداية رئاستها للاتحاد الإفريقى، على سعيها للعمل بشكل جاد على رعاية المفاوضات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا فيما يخص سد النهضة الإثيوبي.

وأعلنت مصر عن رغبتها في إستكمال مفاوضات سد النهضة المتعثرة والمتوقفة ومن خلال ثبات موقفها فى حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي إتفاق مستقبلى، والتأكيد خلال لقاء وزير الري والبروفيسور ألفونس نتومبا منسق خلية العمل المعنية بالرئاسة الكونغولية للاتحاد الإفريقي، على سعيها للتوصل لإتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، ويراعي مصالح الدول الثلاث.


توافق مصرى سودانى.. ومماطلة إثيوبية متكررة

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنه رغم قيام وفد الكونغو خلال لقاء وزير الري والبروفيسور ألفونس نتومبا منسق خلية العمل المعنية بالرئاسة الكونغولية للاتحاد الفريقي، بتقديم مقترح سوداني بتشكيل لجنة دولية تتكون من الاتحاد الأفريقى والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، كوسيط فى مفاوضات سد النهضة، وجدنا ترحيبا مصريا فى ظل سعيها للتوصل إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي حول الملء والتشغيل للسد.

وأكد أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن مصر تسعى إلى إنجاح المفاوضات ورحبت بالاقتراح السودانى، ولكن الموقف الاثيوبى جدد عدم قبوله بأية وساطة أمريكية أو أجنبية ، معتبرا أن دورها كمراقب ومنصة للتفاوض فقط ، وهو موقف متعنت ومتكرر من أديس أبابا برفض تدخل أى خبراء أجانب فى المفاوضات بعد تقرير لجنة الخبراء الدولية التى انتقدت الدراسات الاثيوبية الأولية وغير المكتملة فى مايو 2013 وأوصت بعشرات الدراسات التى لم ينفذ منها شئ حتى الآن، وتعثر الوصول إلى إتفاق.

أشار شراقى، إلى أنه من الغريب عدم قبول إثيوبيا بأية وساطة خارجية دون الإتحاد الإفريقي رغم ترحيب مصر بالاقتراح طالما أنه سوف يصب فى مصلحة المفاوضات والوصول إلى إتفاق عادل للدول الثلاث فى نهاية الأمر وقبل الشروع في الملء الثاني لسد النهضة بإرادتها المنفردة دون توافق.

وأوضح شراقى، إن مفاوضات سد النهضة المتعثرة والمتوقفة فى حال عودتها مرة أخرى، ستكون بنفس الطريقة والنهج السابق من رغبة مصرية فى الوصول إلى إتفاق ومماطلة إثيوبية، وهو ما لم يأتِ بنتيجة على مدار ثمانية أشهر لأسباب عديدة لم يتغير منها شئ سوى تولى الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الأفريقى بدلا من جنوب أفريقيا، والتى شهدت الفشل في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث حول الخلافات الجوهرية والقانونية، ومن هنا يثور التساؤل حول توافق مصر والسودان على ذلك.

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن التصريحات الإثيوبية المتكررة ورفض المقترحات المقدمة  تأتى بالتزامن مع بداية رئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقى، والرغبة المصرية الدائمة فى الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي، خاصة مع الموافقة على المقترح السودانى،  وهو نهج المماطلة الأثيوبية. 

 وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين لـ"الرئيس نيوز"، إن الكونغو تبدأ رئاستها للاتحاد فى ظل تصريحات متكررة بعدم الموافقة على أية مقترحات من جانب إثيوبيا ، وإعلان الملء بإرادتها المنفردة، مشيراً إلى أن الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم ونهائي حول الملء والتشغيل للسد وإنهاء الخلافات يتوقف على مدى تجاوب إثيوبيا مع أية أطروحات للحل وتوقف التعنت والتصريحات المتكررة .