الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد نشر تقرير مقتل خاشقجي.. كيف ستتجاوز السعودية الغضب الأمريكي؟

الرئيس نيوز

تطورات متلاحقة تخيم على العلاقات بين أمريكا والسعودية منذ أن بدأت واشنطن في التلويح بنشر تقرير استخباراتي يتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، في سفارة المملكة في إسطنبول العام 2018. 
نشر البيت الأبيض، التقرير الاستخباراتي، الذي رُفع عنه السرية، الجمعة، حول مقتل خاشقجي، وبينما اتهم التقرير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنه وافق على عملية اعتقال أو قتل خاشقجي، أكدت الحكومة السعودية، أمس الجمعة، رفضها لما ورد في تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، معتبرة أن استنتاجات التقرير مسيئة وغير صحيحة.

استنتاجات مسيئة 
الخارجية السعودية، قالت في بيانها، إن حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة، ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة.
لفتت الخارجية السعودية إلى أن الجهات المختصة في المملكة سبق وأكدت أن هذه الجريمة نكراء، وشكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها، وارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكاماً قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي.

جريمة بشعة
تابعت الخارجية، "من المؤسف حقاً أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا"، وشدد البيان على أن المملكة ترفض أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها.
أكدت الخارجية السعودية أن الشراكة بين المملكة وأمريكا، هي شراكة قوية ومتينة، ارتكزت على الاحترام المتبادل، وأعربت عن أملها في استمرار هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قويًا لشراكة البلدين الاستراتيجية".

التقرير الأمريكي
وقال التقرير الاستخباراتي إننا نقدر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
تابع التقرير: "نحن نبني هذا التقييم على سيطرة ولي العهد على صنع القرار في المملكة، والمشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من رجال الأمن الوقائي لمحمد بن سلمان في العملية، ودعم ولي العهد لاستخدام الإجراءات العنيفة لإسكات المعارضين في الخارج، بما في ذلك خاشقجي". 

تهديدات بالقتل
زعم التقرير أنه منذ العام 2017، كان ولي العهد يسيطر بشكل مطلق على أجهزة الأمن والاستخبارات في المملكة، مما يجعل من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون بعملية من هذا النوع دون إذن ولي العهد، وادعى التقرير أنه من المحتمل أن يكون ولي العهد قد قام برعاية بيئة كان فيها المساعدون يخشون أن يؤدي الفشل في إكمال المهام الموكلة إليهم، لإطلاق النار عليهم أو اعتقالهم، ويشير هذا إلى أنه من غير المرجح أن يشكك المساعدون في أوامر محمد بن سلمان أو اتخاذ إجراءات حساسة دون موافقته.
لفت التقرير إلى أن فريق الاغتيال كان يضم 7 أعضاء من نخبة عناصر الحماية الشخصية لمحمد بن سلمان، والمعروفة باسم قوة التدخل السريع. وهي مجموعة فرعية من الحرس الملكي السعودي، تتولى مهمة الدفاع عن ولي العهد، وتستجيب له فقط، وشاركت بشكل مباشر في عمليات قمع سابقة للمعارضين في المملكة وخارجها بتوجيه من ولي العهد.

أوراق ضغط 
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، محمود حسين قال لـ"الرئيس نيوز"، إن العلاقات بين المملكة وواشنطن استراتيجية في جميع الأحوال، ولا يمكن تصور تصدعها تحت أي ذريعة؛ فالمملكة تملك أوراق ضغط كثيرة في المنطقة بينها رعاية المصالح الأمريكية، والتحالف مع واشنطن ضد إيران، وتأمين إمدادات الطاقة، وبالتالي لن تغامر واشنطن في الاستمرار في مزيد من الضغط على الرياض في تلك المسألة.
وعن القرار الأمريكي بعدم استقبال الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، قال حسين: "التقرير الأمريكي لم يدين بن سلمان مباشرة، لكنه ألمح إلى ذلك بشكل غير مباشر، وبالتالي لا نتوقع تصعيد أكثر من ذلك، لأنه إذا ما كان في يديهم ما هو أقوى من ذلك لقدموه للرأي العام العالمي"، ولفت إلى أن دعوات بعض التقارير الصحفية الأمريكية بشأن تقديم أوراق القضية إلى الجنائية الدولية شكل من أشكال الضغوط على الرياض، مرجحًا أن تشدد أمريكا على السعودية بضرورة وقف الحرب في اليمن.

التطبيع مع إسرائيل   
وعن أوراق الضغط بيد السعودية، قال أستاذ العلاقات الدولية، إن المملكة قادرة على تجاوز الأزمة إذا ما أحسنت استغلال كروت الضغط التي بيديها، والتي يأتي من بينها الانفتاح على روسيا والصين، والتلميح ولو بنسبة قليلة إماكنية التواصل مع إيران، إلى جانب الانخراط بمزيد من القوة في القضايا العربية، وتوطيد العلاقات أكثر مع مصر، والعمل على التماهي في المواقف مع القاهرة، بما لها من ثقل ونفوذ عالمي وإقليمي.
ورجح حسين أن تكون إسرائيل هي من تقف وراء تلك الهجمة الأمريكية على السعودية؛ بهدف تحقيق بعض مكاسب بما فيها قضية التطبيع، مطالبًا السلطات في الرياض، بالعمل على كشف المزيد من المعلومات المتعلقة بتحقيقات القضية، وبالتالي سيشعر المجتمع الدولي بمزيد من الشفافية في القضية.